تصدع داخلي ومعارك طاحنة في غزة.. “إسرائيل” تواجه تمرداً ميدانياً وسياسياً
فلسطين المحتلة – المساء برس|
يبدو أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يواجه في هذه المرحلة أشد أزماته الميدانية والسياسية منذ تأسيسه، مع تصاعد حدة الاشتباكات في قطاع غزة، وتزايد حدة الانتقادات الداخلية لحكومة بنيامين نتنياهو، التي باتت متهمة بإدارة فاشلة للحرب، ومراوغة في الملفات الأمنية والسياسية.
في تطور ميداني خطير، أفادت صحيفة “حدشوت يسرائيل” بوقوع حدث أمني صعب جداً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مشيرة إلى تبادل كثيف لإطلاق النار بين قوات الاحتلال ومقاتلي كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس. المشهد الميداني يعكس أن المعركة لم تحسم، وأن المقاومة لا تزال قادرة على شن عمليات نوعية تُكبد العدو خسائر موجعة في عمقه الميداني.
ورغم أشهر طويلة من الحرب، نقلت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول أمني رفيع قوله إن حماس ليست في وضع جيد، لكنها لا تزال متماسكة، “ولا توجد مؤشرات على تفككها أو دخولها في حالة من الذعر”، ما يعكس فشل سياسة الاستنزاف التي اعتمدها الاحتلال.
أما صحيفة وول ستريت جورنال فقد كشفت عن اتجاه متزايد داخل جيش الاحتلال لدفع النساء إلى الخطوط الأمامية، في محاولة لسد النقص الحاد في أعداد الجنود. وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع نسبة النساء في الوحدات القتالية من 14% قبل الحرب إلى 21% حالياً، ما يؤكد أن الاحتلال بات يستنزف حتى موارده البشرية.
وفي مؤشر جديد على التصدع المجتمعي، كشف موقع “والا” العبري أن 61% من الإسرائيليين يدعمون اتفاقاً للإفراج عن الأسرى مقابل إنهاء الحرب والانسحاب من غزة، في حين رفض 24% فقط هذا الطرح. وهذه الأرقام تُظهر تزايداً في مشاعر السخط الشعبي تجاه استمرار الحرب، خصوصاً في ظل غياب إنجازات ملموسة، وارتفاع أعداد القتلى والخسائر.
وفي هجوم نادر من داخل معسكر السلطة، أطلق موشيه “بوجي” يعالون، وزير الجيش الأسبق، سهاماً لاذعة ضد الحكومة الإسرائيلية، واصفاً إياها بأنها “ترفع رايات العار” ويجب أن “ترحل عن هذا العالم فورًا”.
وقال يعالون إن الحكومة: تحمّل رؤساء الأركان المسؤولية عن إخفاقاتها وأقالت رئيس الشاباك بسبب تحقيق ضد مقربين من نتنياهو وتهاجم القضاء والمستشارين القانونيين وتهمل الجنود الأسرى وتضحي بالجنود في حرب لا أفق لها وتفضل التهرب الضريبي على دعم الطبقات العاملة، إضافة إلى أنها تعلي سلطتها على مصلحة “الوطن”، حسب تعبيره.
وبحسب مراقبين فإن “إسرائيل” اليوم ليست فقط في مواجهة ميدانٍ متفجر في غزة، بل تواجه انفجارًا داخليًا سياسيًا ومجتمعيًا ينذر بانهيار البنية التي طالما تغنى بها الاحتلال كـ”واحة ديمقراطية” وسط بحر من الصراعات.