هيومن رايتس ووتش: الغارات الأميركية على ميناء رأس عيسى “قد ترقى إلى جريمة حرب” وتستدعي تحقيقاً فورياً
صنعاء – المساء برس|
طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الثلاثاء، بفتح تحقيق دولي عاجل في الغارات الجوية التي شنّها الجيش الأميركي على ميناء رأس عيسى في محافظة الحُديدة غربي اليمن، معتبرة أن تلك الضربات قد ترقى إلى مستوى جريمة حرب بسبب استهدافها منشأة حيوية يستخدمها المدنيون في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.
وذكرت المنظمة الحقوقية الدولية أن الغارات، التي نُفذت في الفترة ما بين 17 و18 أبريل 2025، جاءت ضمن الحملة العسكرية التي أطلقتها الولايات المتحدة ضد اليمن في 15 مارس، في تصعيد عسكري حاد مثير للجدل.
وبحسب المنظمة، فإن ميناء رأس عيسى يعد من أهم ثلاثة موانئ في الحُديدة، إذ تمر عبره نحو 70% من الواردات التجارية و80% من المساعدات الإنسانية إلى اليمن، ما جعل استهدافه ضربة خطيرة لبنية الإمداد الإنساني في البلاد.
وأشارت “هيومن رايتس ووتش” إلى أن تحليلًا أجرته باستخدام صور أقمار صناعية وشهادات ميدانية أفاد بتدمير خزانات وقود وأرصفة ومنشآت جمركية ومرافق تفريغ شحنات في الميناء. كما أكّد مصدران للمنظمة أن العمليات في الميناء لا تزال شبه متوقفة حتى اليوم.
في السياق ذاته، أفادت منظمة “إيروارز”، المتخصصة في رصد الضحايا المدنيين في النزاعات المسلحة، بأن الغارات تسببت في مقتل 84 مدنيًا وإصابة أكثر من 150 آخرين، من بينهم 49 من موظفي الميناء وسائقو شاحنات وعناصر من الدفاع المدني وأطفال.
وقالت نيكو جعفرنيا، باحثة شؤون اليمن والبحرين في “هيومن رايتس ووتش”، إن “قرار الحكومة الأميركية قصف منشأة حيوية للمساعدات الإنسانية أثناء وجود مئات العمال يُظهر استخفافاً صارخاً بأرواح المدنيين”، مضيفة أن “غالبية اليمنيين يعانون أصلاً من انعدام الغذاء والمياه، وقد يكون تأثير هذه الغارات كارثياً، خاصة بعد تقليص إدارة ترامب للمساعدات الإنسانية”.
وعلى المستوى الدولي، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عبر متحدث باسمه، عن “قلقه العميق” إزاء الأضرار الجسيمة التي لحقت بالميناء، إلى جانب تقارير عن تسرب نفطي في البحر الأحمر، مشيرًا إلى إصابة خمسة من عمال الإغاثة.
وأكدت “هيومن رايتس ووتش” أن صور الأقمار الصناعية التُقطت صباح 18 أبريل أظهرت خطوطاً طويلة يُعتقد أنها تسربات وقود امتدت من موقع القصف إلى البحر، ما يعزز المخاوف البيئية والتهديد للملاحة الدولية.
وفي إطار تحقيقها، أفادت المنظمة بأنها قابلت أحد الشهود الذي قُتل عمه في الغارات، إضافة إلى موظف في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية ومصادر ميدانية أخرى. كما راجعت صورًا ومقاطع فيديو من موقع الهجوم وبيانات صادرة عن منظمتي “إيروارز” و”مشروع بيانات اليمن”.
وأوضحت “هيومن رايتس ووتش” أنها وجهت رسالة رسمية إلى وزير الدفاع الأميركي في 8 مايو 2025 لعرض نتائجها الأولية، لكنها لم تتلقَ أي رد حتى الآن.