تحركات أمريكية بمستوى قيادي لإعادة نظر في التصنيع والتسليح والانتشار البحري بعد تجربة الحرب على اليمن
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
قائد المدمرات الأمريكية التي قاتلت في البحر الأحمر والبحر العربي ضد اليمن، كشف عن “دروس قتالية واقعية” تم استخلاصها من خلال المواجهات بين القوات اليمنية وأسطول البحرية الأمريكي في البحر الأحمر.
وقال قائد أسطول المدمرات أن استخلاص الدروس العملياتية والتكتيكية والتقنية يستغرق مجلدات وسنوات طويلة لاستيعابها، في اعتراف مهم من قائد بارز في البحرية الأمريكية يكشف مدى تطور القوات المسلحة اليمنية وكيف غيّرت قواعد الحروب البحرية مقدمة مدرسة جديدة كلياً في الحروب الحديثة.
وفي تقرير عن معهد البحرية الأمريكية، أشار المعهد إلى أن مدمرات الأمريكيين “واجهت تهديداً متطوراً باستمرار من قبل اليمنيين”.
وفي اعتراف أخطر كشف قائد أسطول المدمرات أن “تركيزهم الأكبر والأكثر كان ينصب بشكل أساسي على الدفاع عن أنفسهم”، ما يؤكد صحة تحليلات سابقة لـ”المساء برس” خلال المعركة عن أن القدرات اليمنية العسكرية تكتيكياً وتقنياً وصموداً تمكنت من تحويل مهمات القوات الأمريكية من مهام هجومية إلى مهام دفاعية.
كما يعترف قائد أسطول المدمرات بالبحر الأحمر خلال المعركة مع اليمن، أن “العمليات في البحر الأحمر تحولت إلى قتال متواصل بالنسبة لنا وكنا نتعلم باستمرار من القتال على كل جبهة”، وهو اعتراف آخر يكشف تبديل القوات اليمنية تكتيكاتها القتالية والعملياتية في كل مرة بما يُفاجئ العدو ويربكه ويفشل استعداداته.
وفي تعليق على هذه التطورات التي بدأت تتكشف شيئاً فشيئاً من قبل القيادات العسكرية الأمريكية بعد أن ظلت تخفي حقائق ما يحدث من تفاصيل المعركة أثناء اشتعالها، قال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة اليمنية العميد عبدالله بن عامر، إن “اليمنيين لم يجدوا متسعاً من الوقت لقراءة نتائج معركتهم كما ينبغي نظراً لتلاحق الأحداث وتتابعها”، في إشارة إلى أن ما حدث وما حققه اليمن يفوق توقعات الأصدقاء قبل الأعداء بل وربما يفوق توقعات اليمنيين أنفسهم، إذ ليس بالأمر البسيط أن تهزم دولة وجيش عربي أقوى قوة عسكرية بحرية في العالم.
وأضاف العميد بن عامر إن هذه التطورات “استوقفت المهتمين في الخارج وأثارت دهشتهم ولعل ما ضاعف من أهميتها لديهم أنها لم تكن يوماً ضمن خارطة توقعاتهم فكانت من وجهة نظرهم تحولات أقل ما يمكن وصفها بالاستراتيجية”.
وفي السياق ذاته أيضاً كشف العميد بن عامر في منشور له على حسابه الرسمي بمنصة إكس عن تحركات في الداخل الأمريكي تتعلق بدراسة تفاصيل الحرب على اليمن والاستفادة من هذه التجربة بصورة جلية، الأمر الذي يكشف مدى التأثير الذي أحدثته التكتيكات اليمنية في عالم قواعد الحروب البحرية.
وقال بن عامر “لا نبالغ عند القول أن تحركات الجهات ذات العلاقة في الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى مستوى متقدم ومسؤول من الاستفادة من تجربة الحرب على اليمن ويتضح ذلك بصورة جلية في التوجه نحو إعادة ترتيب الأولويات ليس في مجال التصنيع والتسليح فقط بل وإعادة الانتشار البحري على مستوى العالم”.