الأزهر الشريف بين التصريحات الداعمة لفلسطين والمواقف الصامتة
تقرير – المساء برس.. هاشم الدرة|
على مدار سنوات وبالأخص منذ السابع من أكتوبر 2023م تبنى الازهر الشريف خطابا قويا داعما للقضية الفلسطينية حيث أكد مرارا رفضه لاعتداءات الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ووصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية وتطهير عرقي ومع ذلك يبقى السؤال الملح هل يتجاوز هذا الدعم حدود التصريحات الى خطوات عملية حقيقية؟ أم أن الازهر يكتفي بالتنديد بينما يغض الطرف عن ممارسات حكومة السيسي والإمارات التي تتورط بشكل مباشر أو غير مباشر في دعم الكيان الصهيوني.
التصريحات المعلنة مقابل المواقف العملية
يعتبر الازهر من أبرز المؤسسات الدينية التي تتخذ موقفا داعما للقضية الفلسطينية على الصعيد الخطابي حيث تكررت إدانات شيخ الازهر أحمد الطيب لاعتداءات الكيان الصهيوني مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل غير أن هذه التصريحات بقيت في إطار الشجب دون أن تترافق بإجراءات ملموسة داخل مصر وهي الدولة الحاضنة للأزهر أو حتى بتوجيه انتقادات علنية لسياسات الحكومة المصرية المتماهية مع توجهات الكيان الصهيوني الإجرامية في غزة.
الصمت عن دور مصر والامارات
تظهر التناقضات بوضوح في موقف الأزهر تجاه الدور المصري والإماراتي في المشهد الفلسطيني ففي الوقت الذي يدين فيه الاحتلال الصهيوني يتجاهل الازهر مشاركة الحكومة المصرية في الحصار المفروض على غزة حيث تتحكم مصر بمعبر رفح وتفرض قيودا مشددة على دخول المساعدات والأفراد اضافة الى ذلك تسمح السلطات المصرية بمرور البوارج الإسرائيلية عبر قناة السويس والمياه المصرية الإقليمية مما يسهل عمليات الكيان العسكرية في المنطقة.
اما الامارات التي تحظى بإشادات متكررة من شيخ الازهر فهي من أبرز الدول العربية التي اقامت علاقات دبلوماسية واقتصادية مع الكيان الصهيوني بل ويتهم بعض المسؤولين الاماراتيين بتقديم دعم غير مباشر للعمليات العسكرية للكيان الصهيوني في حين يواصل الازهر التغاضي عن ذلك دون أي إدانة واضحة.
هل حان وقت مراجعة المواقف
يبقى الازهر مؤسسة دينية لها تأثير واسع على الخطاب العربي والاسلامي ولكن السؤال الذي يطرحه كثيرون الى متى سيظل الدعم مقتصرا على التصريحات وهل يمكن ان يتخذ الازهر موقفا أكثر وضوحا تجاه الدور المصري والاماراتي في دعم سياسات الاحتلال الصمت في هذه المرحلة أصبح في حد ذاته موقفا يستدعي تفسيرا خاصة في ظل الانتهاكات المستمرة والجرائم الوحشية بحق الفلسطينيين.
ويأتي هذا التساؤل متزامنا مع تصريح شيخ الازهر احمد الطيب أمس الأحد خلال لقائه مع وزير خارجية غامبيا حيث وصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية وتطهير عرقي غير مسبوق وسط تخاذل دولي وصمت اممي مؤكدا ان العدو الاسرائيلي ارتكب ابشع المجازر بحق المدنيين بما في ذلك استهداف الاطفال والنساء والشيوخ مع تدمير المنشآت الحيوية مثل المستشفيات والمساجد والمدارس والكنائس.
المفارقة الاكبر أن هذا التصريح جاء بعد عودة الطيب من الامارات التي شارك فيها في قمة الاعلام العربي ولم يجرؤ خلال زيارته على انتقاد الامارات رغم دورها الخبيث في تصفية القضية الفلسطينية وما يجري في غزة ودعمها الاقتصادي والسياسي للكيان الصهيوني، بل على العكس استمرت الإشادات المتكررة من الطيب لدور الامارات في دعم القضايا الاسلامية وهو ما يثير تساؤلات حول مدى استقلالية الازهر في مواقفه المعبرة أساسا عن استقلالية القيادة السياسية للبلاد.