الاحتلال يحوّل “مراكز المساعدات” إلى مصائد موت.. مجزرتان في رفح ووسط غزة ضحاياهما المدنيون الجوعى
غزة – المساء برس|
في جريمة مزدوجة ووحشية، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، مجزرتين مروعتين في قطاع غزة اليوم الأحد، أسفرتا عن استشهاد العشرات وإصابة المئات من المدنيين الفلسطينيين، بينهم جوعى كانوا يتجمعون طلباً لمساعدات إنسانية، قوبلت بالرصاص القاتل.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن قوات الاحتلال، بالتعاون مع شركة أمنية أميركية، نصبت كميناً دموياً قرب جسر وادي غزة في المحافظة الوسطى، استهدفت فيه آلاف المواطنين الذين احتشدوا عند ما وصف بمركز توزيع المساعدات قرب منطقة نتساريم.
وبحسب البيان، استدرجت قوات الاحتلال المدنيين بحجة توزيع المساعدات، وما إن تجمعوا حتى فُتح عليهم النار بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة أكثر من 30 آخرين حتى لحظة إعداد هذا التقرير، مع بقاء عدد غير معلوم من المواطنين محاصرين وسط إطلاق نار كثيف.
ووصف البيان هذه الجرائم بأنها “مصائد موت جماعي” تتكرر بشكل ممنهج من قبل قوات الاحتلال، مشيراً إلى أنها ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سياسة متعمدة لاستهداف الجوعى وإذلال المدنيين في ظروف إنسانية كارثية.
وفي جريمة أخرى لا تقل دموية، أعلن المكتب الإعلامي عن وقوع مجزرة فجر اليوم في منطقة “العلم” بمحافظة رفح جنوب القطاع، أدّت إلى استشهاد 31 مواطناً وإصابة أكثر من 200 آخرين، بينهم حالات حرجة كثيرة.
وكشفت وزارة الصحة في غزة أن غالبية الشهداء تلقوا رصاصة واحدة في الرأس أو الصدر، ما يؤكد نية القتل المسبق والتركيز على إصابات قاتلة، في ظل نقص كارثي في المستلزمات الطبية والطبية الجراحية وأدوات العناية المركزة.
ونقلت مصادر إعلامية في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي حوّل مراكز المساعدات إلى مصائد إعدام جماعي، مشيراً إلى أن جنود الاحتلال كانوا يخاطبون الفلسطينيين المتجمعين عبر مكبرات الصوت بالقول: “غزاوي جائع… ارجع إلى بيتك”، في مشهد يجسد الإذلال المتعمد والمعاملة العنصرية.
وبحسب مراقبين، فإن المجزرتين تمثلان جريمة حرب مكتملة الأركان، وتؤكدان على أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف المدنيين العزّل بدم بارد، حتى في أماكن يفترض أن تكون ملاذات آمنة أو مراكز إغاثية.
ويأتي ذلك في ظل صمت دولي مريب، وتواطؤ أميركي واضح عبر دعم الاحتلال ميدانياً ولوجستياً، بما في ذلك عبر شركات أمنية تشارك بشكل مباشر في قتل الفلسطينيين.