ماكرون يصعّد ضد الاحتلال ودعوات أوروبية لفرض عقوبات على “إسرائيل”

غزة – المساء برس|

في موقف أثار غضب كيان الاحتلال الإسرائيلي، جدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقاداته لسياسات الاحتلال القمعية تجاه قطاع غزة، داعياً إلى تشديد الموقف الأوروبي وفرض عقوبات على “إسرائيل” إذا لم تنهِ حصارها وتستجب للمطالب الإنسانية العاجلة، حسب ما نقلته وسائل إعلام فرنسية خلال مؤتمر صحفي في سنغافورة، يوم الجمعة.

وقال ماكرون إن استمرار الوضع في غزة “غير قابل للدفاع عنه أخلاقياً وسياسياً”، مطالباً بتوفير الماء والغذاء والدواء لسكان القطاع، والسماح للجرحى بمغادرته لتلقي العلاج.

كما حذّر من فقدان الغرب لمصداقيته الدولية إذا استمر في التغطية على جرائم الاحتلال، مؤكدًا أن “فرض العقوبات بات ضرورة إن لم تستجب “إسرائيل” خلال الساعات أو الأيام المقبلة”.

تصريحات ماكرون جاءت في إطار منتدى “شانغريلا ديالوغ” الأمني، حيث شدد على دعمه لحل الدولتين، معتبراً أن “قيام دولة فلسطينية ليس واجبًا أخلاقيًا فقط، بل ضرورة سياسية أيضًا”، ملمحًا إلى احتمال اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية خلال المؤتمر الدولي المرتقب في نيويورك يوم 18 يونيو المقبل.

وفي رد هستيري، شنت وزارة خارجية كيان الاحتلال هجومًا على الرئيس الفرنسي، متهمة إياه بـ”شن حملة صليبية ضد إسرائيل”، ووصفت تصريحاته بأنها “كذب فج”، مدعية أن الحصار المفروض على غزة لا يمنع إدخال المساعدات، وأنه تم السماح بعبور مئات الشاحنات بعد “تخفيف الحصار” جزئيًا.

ولم تكتفِ الخارجية الإسرائيلية بالهجوم الدبلوماسي، بل تهكمت على موقف ماكرون الداعم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، قائلة بسخرية إن “عيد الدولة الفلسطينية سيكون في 7 أكتوبر”، في إشارة لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، وهو ما يعكس ذعر الاحتلال من تبعات الاعتراف الدولي بفلسطين.

من جهته، كتب وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية جان نويل بارو على منصة “إكس” أن “فكرة الدولة الفلسطينية تمثل مصلحة للإسرائيليين وأمنهم، وهي البديل الوحيد من حرب دائمة”، مشددًا على دعم باريس لدولة فلسطينية منزوعة السلاح ضمن “هيكل أمني إقليمي”.

وردّ وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر رافضًا أي تدخل أوروبي، وقال: “لن تقرروا نيابة عن الإسرائيليين ما هي مصالحهم”.

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان فرنسا وكندا وبريطانيا مطلع الأسبوع الجاري عن تصميمها المشترك للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبرة أن هذا الاعتراف يشكل خطوة ضرورية لإنقاذ حل الدولتين، وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

في المقابل، رد وزير أمن الاحتلال يسرائيل كاتس من إحدى المستوطنات شمال الضفة الغربية، مؤكدًا استمرار مشاريع الاستيطان والتوسع، وقال بتحد: “ماكرون وأصدقاؤه سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، أما نحن فسنواصل بناء الدولة اليهودية على الأرض”.

قد يعجبك ايضا