صنعاء تكشف طلب بريطانيا الإذن منها للسماح بمرور بريء لحاملة طائرات من البحر الأحمر

صنعاء – المساء برس|

كشف عضو المجلس السياسي الأعلى “المجلس الرئاسي” في صنعاء، محمد علي الحوثي، عن أن القوات المسلحة اليمنية وافقت على طلب رسمي من بريطانيا بمرور بريء لحاملة الطائرات البريطانية “HMS” عبر البحر الأحمر، وقد مُنحت الموافقة من صنعاء بشرط عدم قيامها بأي أنشطة قتالية أو عدائية تستهدف عمليات الإسناد اليمني للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وأوضح الحوثي في تصريح رسمي، أن تواصلاً قد جرى مع “الجمهورية اليمنية”، في إشارة إلى سلطات صنعاء، بخصوص عبور الحاملة البريطانية، وأنه تم التأكيد على أن مرورها سيكون في إطار مهمة غير قتالية.

وأشار الحوثي إلى أن “القوات المسلحة اليمنية سمحت بالمرور لحاملة الطائرات البريطانية ما دامت في مهمة غير قتالية أو ذات توجه غير عدواني لاعتراض عمليات القوات المسلحة المساندة لغزة”، في إشارة إلى العمليات التي تنفذها القوات اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب ضمن إطار الردع البحري دعماً لمعركة “طوفان الأقصى”.

وتأتي هذه التطورات التي تعكس مستوى التأثير اليمني الذي بلغته صنعاء كفاعل رئيسي في أمن الممرات الدولية، بعد ثلاثة أسابيع من إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وقف الحرب على اليمن بعد الفشل في تحييد اليمن ومنعه من إسناد غزة عسكرياً بوجه العدوان الإسرائيلي، وترك الكيان الإسرائيلي يواجه الجبهة اليمنية منفرداً.

ومنذ أكتوبر 2023، بدأت القوات المسلحة اليمنية في صنعاء سلسلة عمليات بحرية استهدفت سفنًا إسرائيلية أو مرتبطة بها، في إطار دعمها المباشر لغزة وضمن عمليات الردع الشامل ضد العدوان الإسرائيلي. وردًا على تلك العمليات، أطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا حملة جوية في يناير 2024 تحت ما سمي بـ”عملية حارس الازدهار”، إلا أن الهجمات لم توقف عمليات صنعاء التي توسعت واستمرت على مدار أكثر من عام ونصف، في حين توقفت الهجمات الأمريكية على اليمن بمجرد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي حيّز التنفيذ في يناير ٢٠٢٥، وبعد تسلم ترامب الرئاسة في البيت الأبيض، أطلق في منتصف مارس ٢٠٢٥ حملة عدوانية عسكرية ضد اليمن لاستعاده مادمره سلفه بايدن من سمعة عسكرية للولايات المتحدة بفشلها في إيقاف الجبهة اليمنية، في المقابل ردّت اليمن على واشنطن بفتح النار ضد القطع الحربية الأمريكية بالكامل المتواجدة في المنطقة والاشتباك معها طوال ٧ أسابيع بعدها أوقفت أمريكا الحرب مقابل وقف صنعاء هجماتها ضد السفن الحربية الأمريكية أو التجارية فقط فيما تجاهلت أمريكا بقاء الحظر الملاحي المفروض على الاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر.

وتعكس موافقة صنعاء المشروطة على عبور القطع الحربية الأجنبية غير القتالية تحولاً استراتيجيًا في قواعد الاشتباك في البحر الأحمر، حيث تفرض صنعاء اليوم واقعًا جديدًا يتمثل في ضرورة التنسيق المسبق معها وعدم القيام بأي تحركات عسكرية تمس السيادة اليمنية في منطقة جنوب البحر الأحمر أو تعيق دعم القوات اليمنية المسلحة لغزة، ما يؤكد بروز اليمن كقوة بحرية رادعة مؤثرة في أمن الممرات الدولية.

قد يعجبك ايضا