فشل مشروع الاحتلال لتوزيع المساعدات في غزة وتحوله إلى ساحة رصاص وجوع
غزة – المساء برس|
في مشهد يعكس الانهيار الكامل “للمنظومة الإنسانية” التي تبناها الاحتلال وحاول تسويقها زورًا، أكدت مصادر ميدانية وصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن مشروع توزيع المساعدات الذي أطلقه الاحتلال في ما يُعرف بـ”المنطقة العازلة” شرق رفح، انتهى بفوضى دموية وفضيحة إنسانية مدوّية.
ووفقًا للتقارير الإعلامية، فقد فقدت القوات المسلحة التابعة للشركة الأمريكية المشرفة على توزيع المساعدات السيطرة على الموقع، فيما أُطلق الرصاص داخله، وسط مشاهد مأساوية اندفع فيها آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال منذ أكثر من 90 يومًا، لاقتحام الموقع وانتزاع الطعام تحت وطأة الجوع القاتل.
وذكرت قناة كان العبرية أن “المسلحين التابعين للشركة الأمريكية أطلقوا النار داخل مركز توزيع المساعدات بعد اقتحامه”، فيما تم اقتلاع السياج من مكانه، ما يؤكد فشل كل الرواية الأمنية التي حاولت سلطات الاحتلال تسويقها لتجميل وجه مشروعها الاستيطاني والعنصري.
وفي بيان رسمي، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي فشل فشلًا ذريعًا في ما سماه “المسار الإنساني”، معتبرًا أن ما جرى اليوم في رفح هو “دليل قاطع على انهيار المشروع الذي أقيم على أساس الغيتوهات العازلة، لتوزيع مساعدات محدودة، في ظل الخطر والجوع والرصاص”.
وأضاف البيان: “هذا ليس مشروع إغاثة، بل منظومة هندسية سياسية تُكرّس التجويع، وتُحوّل الغذاء إلى أداة حرب وابتزاز”.
وأكد البيان أن “ما حدث هو جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، ومسؤولية الاحتلال عنها قانونية وإنسانية كاملة”.
وشدد المكتب الإعلامي على خمسة مطالب رئيسية:
-تحمّل الاحتلال كامل المسؤولية عن المجاعة والانهيار الغذائي في قطاع غزة.
-تحرّك أممي فوري لفتح المعابر وتمكين المؤسسات الدولية من دخول القطاع دون قيود.
-إرسال لجان تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جريمة التجويع وتقديم قادة الاحتلال للمحاكمة.
-كسر الحصار من خلال مسارات إنسانية مستقلة بعيدة عن إشراف الاحتلال.
-رفض قاطع لأي مشروع توزيع للمساعدات داخل “مناطق عازلة” يُشرف عليها من يمارس الجريمة نفسها.
واعتبر البيان أن إقامة مناطق معزولة لتوزيع المساعدات ما هي إلا نسخة حديثة من الغيتوهات العنصرية التي استخدمتها أنظمة الفصل العنصري لعزل الضحايا ومواصلة اضطهادهم تحت غطاء الإغاثة.
وأكد أن هذه “المسارات الإنسانية” ليست سوى أدوات تزييف للواقع، ووسائل دعائية هدفها تسويق صورة كاذبة عن احتلال يمارس التجويع والإبادة ثم يدّعي تقديم الإغاثة.
يأتي هذا الانكشاف المدوي بالتزامن مع تصاعد الأصوات الدولية المنددة بالكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث باتت مشاهد الجوع والرصاص والدمار تنقل للعالم صورة صادمة عن الوجه الحقيقي للاحتلال.
وبينما يروّج الاحتلال لـ”الاستقرار الإنساني”، تؤكد الوقائع أن سياساته ليست سوى جرائم منظمة تمارس بعلم ودعم من حلفائه الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، بحسب ما جاء في البيان.