الاحتلال يتداعى من الداخل.. نصف مليون مستوطن يتلقون علاجًا نفسيًا بسبب حرب غزة
فلسطين المحتلة – المساء برس |
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في تقرير لها، حجم الانهيار النفسي العميق الذي يعصف بالمجتمع الصهيوني نتيجة العدوان المتواصل على قطاع غزة، حيث يتزايد عدد الجنود والمستوطنين الذين يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة، في ظاهرة تعكس الأثر العكسي لحرب لم تحقق أهدافها، وارتدت كوابيسها على من شنّها.
وبحسب الصحيفة، فإن أكثر من نصف مليون مستوطن توجهوا لطلب العلاج النفسي منذ بداية الحرب على غزة، نتيجة الاضطرابات النفسية التي خلّفتها صدمات القصف، وحالة الرعب التي تعيشها الجبهة الداخلية.
كما أكدت الصحيفة أن 66 ألف جندي إسرائيلي وأفراد من عائلاتهم تلقوا دعماً نفسياً مباشراً، معظمهم بسبب أعراض الاكتئاب الحاد، واضطراب العلاقات الاجتماعية الناتج عن مشاهد القتل والدمار، والمعارك القاسية في غزة.
ولم يعد الاحتلال قادراً على تجاهل تصاعد هذه الأزمات، ما دفعه إلى إنشاء عيادات خاصة لعلاج الجنود الذين عجزوا عن العودة إلى الخدمة القتالية نتيجة الانهيار النفسي الحاد.
وفي أرقام أكثر دلالة، كشفت الصحيفة أن نحو 43% من جرحى “جيش” الاحتلال الإسرائيلي الذين خضعوا لإعادة تأهيل – أي 5200 جندي من أصل 12 ألفاً – يعانون من الإجهاد اللاحق للصدمة (PTSD)، وهي نسبة مرتفعة جداً تعكس حجم المعاناة النفسية في صفوف جنود الاحتلال.
وتوقعت وزارة الحرب الإسرائيلية أن يصل عدد الجنود والمستوطنين المحتاجين إلى علاج نفسي بحلول عام 2030 إلى نحو 100 ألف شخص، نصفهم على الأقل سيعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ما يهدد بتفكك البنية النفسية للمجتمع الصهيوني، خاصة في ظل تنامي الرفض الشعبي والسياسي لاستمرار الحرب.
هذه الأرقام المروّعة، بحسب مراقبين، تعبّر عن نجاح المقاومة الفلسطينية في قلب المعادلة: فبينما كان الاحتلال يهدف إلى تدمير غزة وإخضاعها، إذا به يواجه جبهة داخلية متصدعة، ومجتمعًا منهارًا نفسيًا، وجيشًا عاجزًا عن الاستمرار في الميدان.
وقد أظهرت مشاهد الاشتباكات الضارية، والخسائر البشرية الكبيرة في صفوف الاحتلال، أن المقاومة لا تملك فقط الإرادة، بل أدوات الصد والتفوق الميداني، وهو ما أدخل الرعب في نفوس الجنود، حتى بعد عودتهم من أرض المعركة.
أشارت الصحيفة أيضًا إلى أن نحو 15% من الجنود النظاميين الذين خرجوا من قطاع غزة بعد تلقيهم علاجًا نفسيًا، لم يتمكنوا من العودة إلى الخدمة القتالية بسبب شدة الأعراض التي يعانون منها، وهو مؤشر على انهيار الثقة بالقيادة العسكرية، والانكشاف النفسي الصارخ في صفوف جيش الاحتلال.