أولمرت يفضح الاحتلال: حرب بلا هدف وجرائم إبادة ترتكبها حكومة نتنياهو عن سابق إصرار

فلسطين المحتلة – المساء برس|

في شهادة جديدة من شخصية صهيونية من داخل كيان الاحتلال، هاجم رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود أولمرت، في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، السياسات الإجرامية التي تنتهجها حكومة بنيامين نتنياهو في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يجري ليس سوى “حرب تدمير شاملة بلا هدف ولا أمل، تُدار بعقلية عصابة مجرمة”.

وأضاف أولمرت أن حكومة نتنياهو “تقود البلاد إلى الكارثة من خلال دفع الجيش إلى تنفيذ “عمليات غير مشروعة” في مناطق مكتظة بالسكان، مثل غزة وخان يونس وجباليا”.

وأضاف: “هذه ليست حرباً ضد حماس فحسب، بل إبادة ممنهجة للمدنيين، تُنفذ بدم بارد، وتحويل غزة إلى منطقة كارثة إنسانية واسعة النطاق”.

لم يتردد أولمرت في كسر حاجز الصمت، معترفاً : “نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب”، موضحاً أن ذلك يتم بعلم ومعرفة تامة من حكومة نتنياهو، التي تعتمد سياسة تجويع متعمد بحق أكثر من مليوني إنسان في غزة، وتحرمهم من الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية.

وأشار إلى أن بعض أعضاء الحكومة يتفاخرون علناً بهذه السياسات، ويظهرون “خطاباً استئصالياً” ضد سكان القطاع، في سابقة غير أخلاقية ولا قانونية.

اعتبر أولمرت أن حكومة نتنياهو لم تعد فقط خطراً على الفلسطينيين، بل أيضاً على “إسرائيل” نفسها، قائلاً: “نتنياهو أعلن الحرب على إسرائيل من الداخل، وألحق بها أضراراً لم ينجح أي عدو خارجي في تحقيقها خلال 77 عاماً”.

وأكّد أن المجتمع الإسرائيلي بات يعاني من تفكك داخلي، وتحريض متبادل، وانقسام عميق نتيجة لسياسات نتنياهو، في وقتٍ يعجز فيه عن تحقيق أي نصر عسكري أو سياسي في غزة.

وأشار أولمرت إلى تدهور صورة “إسرائيل” في المحافل الدولية، قائلاً إن المجتمع الدولي، بما في ذلك الحلفاء التقليديون، باتوا يراجعون مواقفهم بعد أن تكشفت جرائم الاحتلال، ولفت إلى تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال: “نقاتل معكم ضد أعدائكم، وأنتم تتهمونني بدعم الإرهاب”، في تعبير عن صدمة باريس من سلوك الاحتلال الوحشي.

في جانب آخر من مقاله، انتقد أولمرت الانتهاكات في الضفة الغربية، مؤكداً أن “المدنيين الفلسطينيين يذبحون يومياً على يد عصابات شبيبة التلال، في ظل تواطؤ وصمت من الشرطة والجيش”، مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار، قبل أن تحاكم “إسرائيل” بأكملها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

في ضوء هذه الاعترافات، تؤكد تصريحات أولمرت أن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية من صد العدوان والدفاع عن الشعب هو رد مشروع على جرائم إبادة ممنهجة، تدار من أعلى هرم السلطة الإسرائيلية.

بل وتُظهر هذه الشهادة من داخل النظام الصهيوني نفسه، أن الاحتلال يعيش أزمة سياسية وأخلاقية عميقة، فقد شرعيته أمام العالم، ولم يعد قادراً على تبرير جرائمه حتى لأبناء مجتمعه المجرم.

قد يعجبك ايضا