من “حرب أبدية” إلى أبدية الفشل.. الاحتلال يغرق في صراعاته الداخلية ويفقد مبرراته
غزة – المساء برس|
كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في مقال نُشر ضمن ملحقها الأسبوعي للكاتبة طوفا زيموكي، اليوم الاثنين، حجم الانهيار السياسي والأخلاقي الذي يضرب الكيان الصهيوني من الداخل، وسط تصدّع غير مسبوق في مؤسسات الحكم، وفشل مستمر في تسويق مبررات الحرب العدوانية على الفلسطينيين، وخاصة في غزة.
وفي المقال، نُقل عن اللواء ديفيد زيني، مرشح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لرئاسة جهاز الأمن العام (الشاباك)، قوله إن “الحرب بين إسرائيل والعرب هي حرب أبدية”، في تصريح يعكس العقيدة الاستعمارية الفاشية التي تتبناها منظومة الاحتلال، وتتعامل من خلالها مع الصراع كمبرر دائم للقتل والحصار والاستيطان والتهجير.
غير أن الكاتبة، ورغم دفاعها عن فكرة “الاتفاقات” كحل مرحلي، تكشف بين السطور حقيقة مأزق الاحتلال، عندما تؤكد أن زيني، وبدلاً من البحث عن حل، يقدّس الأبدية كحالة وجودية، تبرّر استمرار الاحتلال والعدوان.
كما فضح المقال أيضاً حجم الانقسام الداخلي والعبث المؤسسي داخل حكومة الاحتلال، بدءاً من فشل وزير الجيش الجديد إسرائيل كاتس، مروراً بقراراته الشعبوية غير القانونية ضد شخصيات معارضة، وانتهاءً بمحاولة تسييس القضاء وتطويعه لخدمة المتطرفين، بدعم من وزيرة الاستيطان أوريت ستروك ووزير القضاء ياريف ليفين.
وتساءلت الكاتبة، بلهجة يائسة: “لماذا نستحق هذا العقاب؟”، في إشارة إلى القيادات الفاشلة التي تدير الكيان الإسرائيلي، والتي، بحسب وصفها، تدمر ما تبقى من مؤسسات الدولة وتحوّل الجيش إلى أداة بيد نتنياهو لحماية نفسه من الملاحقة القانونية والسياسية.
في المقابل، يبرز من بين هذه السطور، بوضوح، أن المقاومة الفلسطينية لم تعد مجرد “خصم تقليدي” كما يحاول الاحتلال تصويرها، بل باتت أداة لكشف زيف أخلاقيات الجيش والمؤسسات الصهيونية، التي ترتكب الجرائم علناً، وتمنع محاسبة الجناة.
الصراع القائم، وفق مراقبين، كما تبيّنه الصحف العبرية ذاتها، ليس “أبدياً” كما يدّعي زيني ونتنياهو، بل هو نتاج مباشر لاحتلال قائم على القوة والعقيدة الاستعمارية، ينهار شيئاً فشيئاً تحت ضربات المقاومة وصموده الشعبي، ويعرّي الاحتلال أمام العالم، رغم صمت القوى الدولية.