الاحتلال يصعّد سياسات التهويد وسط حصار عسكري للمقدسيين
القدس – المساء برس|
في مشهد يعكس تصعيداً خطيراً لسياسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية، اقتحم آلاف المستوطنين الإسرائيليين، اليوم الإثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال، التي فرضت حصاراً عسكرياً خانقاً على محيط البلدة القديمة وباب العامود.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين أدّوا طقوساً تلمودية استفزازية داخل باحات الأقصى، في انتهاك صارخ لقدسية المكان، فيما أقدمت مستوطِنة على رفع علم الاحتلال داخل الحرم، في سابقة خطيرة تهدف إلى فرض واقع تهويدي بالقوة.
وتزامن الاقتحام مع انتشار فيديو يظهر تجمع آلاف المستوطنين في ساحة حائط البراق، غربي المسجد الأقصى، ضمن التحشيد السنوي لمسيرة الأعلام الاستفزازية، التي تُنظم في ذكرى ما يسمى “توحيد القدس” لدى الاحتلال، أي ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967.
وفي مشهد استفزازي آخر، اقتحم وزير “الأمن القومي” المتطرف إيتمار بن غفير المسجد الأقصى برفقة وزير النقب والجليل يتسحاك فاسرلاوف، وعضو الكنيست يتسحاك كرويز، إلى جانب الحاخام يهودا كروزر، ما يكرّس التواطؤ الرسمي في تدنيس المقدسات وشرعنة الاقتحامات.
وفي محاولة لخنق الحياة في المدينة، نصبت شرطة الاحتلال حواجز حديدية مكثفة في محيط باب العامود والبلدة القديمة، وضيّقت على المقدسيين بشكل غير مسبوق، تزامناً مع تحضيرات “مسيرة الأعلام” التي ستمر بمناطق مكتظة بالسكان الفلسطينيين، مثل باب العامود وحي الواد، في محاولة واضحة لاستفزاز مشاعر السكان وفرض الهيمنة بالقوة
وتأتي هذه الاعتداءات في ظل تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، حيث تستغل جماعات الهيكل المتطرفة الحرب كذريعة لتكثيف الاعتداءات على القدس ومقدساتها.
وتعد “مسيرة الأعلام” واحدة من أبرز مظاهر مشروع تهويد القدس، حيث يشارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين والمتطرفين اليهود، حاملين أعلام الاحتلال ويرددون شعارات عنصرية تدعو لطرد العرب من المدينة.
وبحسب مراقبين فإن هذه الأحداث الخطيرة تعكس الطبيعة الاستعمارية والعنصرية للاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يكتفي بحربه المفتوحة على غزة، بل يصعد أيضاً هجماته ضد القدس وسكانها، في إطار مخطط ممنهج لتغيير هوية المدينة وفرض السيادة الإسرائيلية بالقوة.