“جيروزاليم بوست”: إسرائيل تخوض حرباً على روحها وسط فوضى سياسية وتآكل داخلي
فلسطين المحتلة – المساء برس|
قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن “إسرائيل لا تخوض حرباً في غزة فقط، بل تخوض حرباً على روحها”، مؤكدةً أن الأزمة الداخلية العميقة التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي تنذر بعواقب “مدمرة على إسرائيل برمتها”.
وفي تحليل شديد اللهجة، أوضحت الصحيفة أن سيل التصريحات المتضاربة من مختلف التيارات السياسية في “إسرائيل”، سواء من اليمين المتطرف أو اليسار، يعكس انقساماً خطيراً داخل النسيج المجتمعي، ويكشف غياب القيادة الموحدة والخطاب المنضبط في ظل واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ الكيان.
وهاجمت الصحيفة تصريحات الجنرال السابق يائير غولان، التي قال فيها إن “إسرائيل تقتل الأطفال كهواية”، ووصفتها بأنها “كاذبة ومدمرة”، معتبرةً أنها تمنح خصوم “إسرائيل” ذخيرة إعلامية وقانونية، في وقت تسعى فيه إلى كسب الشرعية على الساحة الدولية.
كما أشارت إلى تصريحات رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت في مقابلة مع “بي بي سي”، والتي حذّر فيها من أن العملية العسكرية في غزة تسير باتجاه أن تُوصَف كجريمة حرب، معتبرةً أن هذه التصريحات تزيد من تدهور صورة “إسرائيل” دولياً.
ولم تغفل الصحيفة عن التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها عضو الكنيست تسفي سوكوت، من حزب “الصهيونية الدينية”، والتي قال فيها إن “إسرائيل يمكنها قتل 100 فلسطيني يومياً ولن يهتم أحد”، ووصفتها بأنها تعكس استخفافاً بالحياة البشرية وجهلاً خطيراً بالمواقف الدولية المتزايدة ضد استمرار الحرب.
وتساءلت الصحيفة بسخرية: “هل لم يسمع سوكوت عن تهديدات بريطانيا وكندا وفرنسا باتخاذ إجراءات ملموسة؟ هل تجاهل التوترات الواضحة بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب؟”.
ووجهت انتقادات مباشرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهمةً إياه بتجاهل الخطابات المتطرفة الصادرة من داخل معسكره، معتبرةً أن هذا الصمت الانتقائي يكشف عمق الأزمة السياسية. وقالت: “إسرائيل تفتقر اليوم إلى إدارة فعلية. لا يوجد خطاب موحد، ولا فريق اتصالات حكومي فعال، ولا وضوح بشأن أهداف الحرب”.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول إن نتنياهو ظل يتحدث على مدار 19 شهراً عن “خطة لا يمكن الكشف عنها”، لكنه لم يحقق أياً من الوعود الحاسمة التي قطعها. وأضافت: “الحقيقة أكثر قسوة: لا يبدو أن هناك خطة فعلية. بل مجرد نقاط حوار وقرارات رد فعلية تتغير مع الضغوط العسكرية والسياسية”.
ويأتي هذا التحليل في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية والعزلة السياسية على “إسرائيل”، فيما يبدو أن الانقسامات الداخلية تزداد حدة، في ظل فشل القيادة الإسرائيلية في تقديم رؤية واضحة أو استراتيجية خروج من المستنقع السياسي والعسكري الذي تعيشه منذ بدء عدوانها الأخير على غزة.