نائب الرئيس الأميركي: الحرب الحديثة تتطلب تقنيات رخيصة وفعّالة

واشنطن – المساء برس|

أكد نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن الولايات المتحدة تتجه نحو إعادة صياغة عقيدتها العسكرية، بما يتناسب مع التحديات التقنية والأمنية الجديدة التي باتت تفرضها التطورات الجيوسياسية، وذلك في خطاب ألقاه خلال حفل تخريج دفعة 2025 من الأكاديمية البحرية الأميركية، ونشرت نصه صحيفة كابيتال غازيت.

وأشار فانس إلى أن العالم يشهد تحوّلاً جذرياً في طبيعة الحروب، مشدداً على أن “الطائرات المسيّرة الرخيصة، وصواريخ كروز المتاحة بسهولة، والهجمات الإلكترونية، تُلحق أضرارًا بالغة بأصولنا العسكرية وأفراد خدمتنا”، ما يفرض – وفق قوله – على الولايات المتحدة “التكيف مع هذا العالم الجديد”، سواء على مستوى التشريع أو في ساحة المعركة.

وفي تأكيد على التغييرات الاستراتيجية في نهج واشنطن، قال فانس إن إدارة الرئيس دونالد ترامب “تراجعت عن مسارها السابق”، معلناً نهاية “المهمات غير المحددة والصراعات المفتوحة”، ومشيراً إلى العودة إلى “استراتيجية قائمة على الواقعية وحماية مصالحنا الوطنية الأساسية”.

وأوضح فانس أن نشر القوات الأميركية، مثل تمديد فترة بقاء حاملة طائرات في الخارج، له “تأثير حقيقي على حياة الناس”، في إشارة إلى الضغوط الأسرية والنفسية التي يواجهها الجنود الأميركيون نتيجة الالتزامات العسكرية الطويلة.

وفي ظل هذه التحولات، أكّد فانس أن إدارة ترامب تستثمر بقوة في الابتكار داخل وزارة الدفاع، بما في ذلك تبسيط إجراءات شراء الأسلحة، وتحفيز صناع القرار والمخاطرين في القطاع العسكري لتطوير تقنيات حديثة، لا تقتصر على الأسلحة فائقة السرعة، بل تشمل أيضاً “التقنيات منخفضة الكلفة وعالية التأثير”، وعلى رأسها الطائرات المسيّرة.

وصرح نائب الرئيس الأميركي: “علينا أن نكون أكثر ذكاءً في استخدام أدوات الحرب. لم يعد بإمكاننا افتراض أن التزاماتنا ستكون بلا ثمن”.

وحذّر فانس من أن الولايات المتحدة تواجه “تهديدات خطيرة” من قوى كبرى مثل الصين وروسيا، تمتد إلى “كل مجال، من الطيف إلى المدار الأرضي المنخفض، إلى سلاسل التوريد، وحتى البنية التحتية للاتصالات”، مضيفاً أن “التكنولوجيا خفّضت تكلفة التعطيل”، في إشارة إلى قدرة الخصوم على إحداث ضرر كبير بوسائل متقدمة ومنخفضة التكلفة.

يعكس الخطاب توجهاً أميركياً واضحاً نحو تبنّي أساليب الحرب غير التقليدية، والتركيز على الردع الذكي بدلاً من الانتشار العسكري الواسع. كما يعكس إدراكاً داخلياً متزايداً بأن التفوق العسكري التقليدي لم يعد كافياً وحده لضمان السيطرة، وأن المستقبل في الحروب يحدده الابتكار وسرعة التكيّف مع بيئة أمنية شديدة التعقيد، خاصة بعد فشل واشنطن في حربها الأخيرة في البحر الأحمر ضد اليمن.

ويرى مراقبون أن هذا الخطاب يمهّد لمزيد من الانخراط الأميركي في نزاعات ذات طابع تقني وهجين، تعتمد على القوة عن بعد بدلاً من التدخل المباشر، ما يعيد رسم قواعد الاشتباك العالمية في السنوات المقبلة.

قد يعجبك ايضا