نائب الرئيس الأمريكي يعترف: الطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة والأسلحة الفرط صوتية ألحقت أضرارًا جسيمة بأصولنا العسكرية

خاص – المساء برس|

في أول اعتراف من نوعه على مستوى القيادة العليا في الولايات المتحدة، أقرّ نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، بأن العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر والبحر العربي منذ مطلع 2024 وحتى مايو 2025، ألحقَت خسائر فادحة بالأصول العسكرية الأمريكية، مؤكداً أن الطائرات المسيّرة والصواريخ منخفضة التكلفة غيّرت موازين القوة بشكل غير مسبوق.

وقال فانس في تصريح له وصفته وسائل إعلام أمريكية بـ”الخطير”، إن على القيادات العسكرية والمشرّعين في واشنطن أن يتعلّموا التكيف مع واقعٍ جديد، تُلحق فيه الوسائل القتالية الرخيصة وعالية التأثير، مثل الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، أضرارًا كبيرة بالمعدات والجنود الأمريكيين.

وأضاف: “عندما نمدد فترة نشر حاملة طائرات، يكون لذلك تأثيرٌ حقيقي على حياة الناس… الجنود يفتقدون عائلاتهم وحياتهم، وهذه الحرب أثّرت على معنوياتهم بشكل مباشر”.

وفي إشارة إلى الانسحاب الأمريكي من العمليات المباشرة ضد اليمن، تابع فانس: “لم يعد بإمكاننا افتراض أن التزاماتنا ستكون بلا ثمن، ولهذا السبب تراجعت إدارة ترامب عن المسار السابق. لا مزيد من المهام غير المحددة ولا من الصراعات المفتوحة”، مؤكدًا أن واشنطن تعود اليوم إلى استراتيجية “الواقعية وحماية المصالح الوطنية الأساسية فقط”.

كما أشار إلى أن أمريكا تواجه تهديدات استراتيجية من الصين وروسيا ودول أخرى، وأن التكنولوجيا خفّضت كلفة إلحاق الضرر بالقوات الأمريكية، وأن الطائرات المسيّرة أصبحت إحدى أبرز الوسائل التي “تُحدث تحولاً حقيقياً في ساحة المعركة”، في إشارة مباشرة إلى ما استخدمته صنعاء ضد حاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية في البحر الأحمر.

ويأتي تصريح نائب الرئيس الأمريكي بعد أسبوعين فقط من إعلان إدارة ترامب الانسحاب من الحرب المباشرة على اليمن، بعد فشل محاولتين خلال عام واحد في إجبار صنعاء على وقف هجماتها الجوية والبحرية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي.

ويُنظر إلى هذا التصريح على نطاق واسع على أنه اعتراف ضمني بفشل الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في احتواء الجبهة اليمنية المفتوحة ضد الاحتلال الإسرائيلي دعما وإسناداً لغزة، خاصة بعد أن تسببت الهجمات اليمنية في إخراج ميناء إيلات عن الخدمة وتعطيل ٥٠% من مطار بن غوريون وإعلان حظر الملاحة بميناء حيفا، وتعليق حركة التجارة البحرية في ممرات استراتيجية، إلى جانب تهديد دائم لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

قد يعجبك ايضا