فضيحة السيسي.. موانئ مصرية تتحول إلى ممر إنقاذ اقتصادي للاحتلال الإسرائيلي المحاصر من اليمن فيما غزة تموت جوعاً
متابعات خاصة – المساء برس|
فيما تغلق مصر معبر رفح الحدودي أمام المساعدات والجرحى، وتستمر في صمتها حيال المجازر التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، كشفت تقارير ومتابعات ملاحية متخصصة أن موانئ مصرية تحولت خلال الأشهر الماضية إلى موانئ ترانزيت رئيسية لنقل البضائع إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة وصفتها أوساط سياسية وإعلامية بأنها “فضيحة القرن”، لا سيما في ظل الحصار الخانق المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في غزة.
ويكشف تحقيق نشره “الخبر اليمني” أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكتفِ بالصمت تجاه الحصار المفروض على غزة، بل ذهب أبعد من ذلك بتوفير موانئه لشركات الشحن المرتبطة بالاحتلال، لتجاوز الهجمات اليمنية التي شلّت الملاحة الإسرائيلية منذ أواخر العام الماضي، لا سيما في ميناء إيلات.
وبحسب تقرير نشرته القناة 12 الإسرائيلية في ديسمبر 2023، فإن شركات الشحن لجأت إلى تكتيك جديد يعتمد على تفريغ الحاويات في موانئ وسيطة مثل اليونان وقبرص وتركيا ومصر، ومن ثم إعادة شحنها عبر سفن صغيرة إلى موانئ الاحتلال في حيفا وأسدود، وهو ما تم بالفعل، كما تؤكده بيانات تتبع السفن على مواقع ملاحية متخصصة.
ويؤكد تتبع حركة السفن، في تحقيق أعده الصحفي والباحث زكريا الشرعبي، فإن موانئ العريش ودمياط وأبو قير المصرية أصبحت وجهات ثابتة لنقل البضائع إلى الاحتلال، حيث تم رصد عشرات الرحلات التي قامت بها سفن مثل:
ANGELOS K: ٣٢ رحلة بين موانئ مصر وأسدود
MAERSK JABAL: ٨ رحلات موثقة والعديد من الرحلات غير المعلنة
CEMENT 2: ٦٤ رحلة إلى أسدود منها 20 من موانئ مصر
ZAYYAN K: ٣٦ رحلة إلى العريش منها 28 إلى أسدود وأخرى إلى حيفا
HALO: أكثر من 50 رحلة من موانئ مصر وتركيا إلى موانئ الاحتلال
VASSILIKO: ٣٧ رحلة من موانئ العريش وأبو قير إلى ميناء أسدود
كما تظهر بيانات السفينة ITALIAN TRADER أنها تعمل في خط ترانزيت منتظم يربط بين قبرص وميناء العريش ثم ميناء أسدود، ما يؤكد أن مصر باتت مركزًا محوريًا لتوريد البضائع للاحتلال رغم الحرب القائمة على غزة.
ويصف الباحث اليمني زكريا الشرعبي، الذي أعد تحقيقاً عن سفن الترانزيت التي تعمل من موانئ مصر وتركيا إلى موانئ الاحتلال لتجاوز الحصار اليمني، وصف هذه الخطوة بـ”الخيانة الصريحة”، مؤكداً أن ما تقوم به مصر لا يمكن فصله عن أهداف كسر الحصار المفروض على الاحتلال، وتعويضه عن خسائره الاقتصادية الفادحة، في حين تموت الأمهات في غزة حسرة على أطفالهن بسبب شح الدواء والغذاء.
وكانت عمليات صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية قد تسببت في تعطيل شبه تام لحركة السفن التجارية القادمة إلى موانئ الاحتلال، ما دفع “تل أبيب” للبحث عن حلول بديلة، وجدت في الموانئ المصرية ملاذًا لوجستيًا آمناً لتجاوز تأثيرات الضربات اليمنية، التي شملت أيضاً فرض حظر بحري وجوي على الموانئ والمطارات الإسرائيلية.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار الدور المصري في دعم حركة التجارة الإسرائيلية إلى تقويض الأهداف السياسية والعسكرية لعمليات “طوفان الأقصى” ومبادرة صنعاء الداعمة للمقاومة، خاصة في ظل استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة.
ومنذ أواخر عام 2023، أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن سلسلة عمليات عسكرية استهدفت السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وأدت هذه العمليات إلى شلل شبه تام لميناء إيلات، ودفعت شركات كبرى إلى وقف شحناتها إلى إسرائيل. كما فرض اليمن حظرًا بحريًا وجويًا شمل ميناء حيفا مؤخراً ومطار اللد بن غوريون.
وفي الوقت الذي تصاعد فيه الدعم الشعبي العربي للمقاومة الفلسطينية، اختارت بعض الأنظمة، وعلى رأسها النظام المصري، اتخاذ مواقف تخدم الاحتلال، وهو ما يضع هذه الأنظمة أمام مسؤولية تاريخية وأخلاقية، ويثير تساؤلات حادة حول أولوياتها وارتباطاتها الخارجية.