طبيبة في غزة تودع أطفالها التسعة شهداء: حين يصبح قسم الطوارئ مقبرة الأحلام

متابعات خاصة – المساء برس|

كم هو مؤلم أن يتحول مكان العمل إلى ساحة للفاجعة، وأن يصبح قسم الطوارئ الذي اعتادت الطبيبة آلاء النجار إنقاذ أرواح الأطفال فيه، محطة أخيرة لأطفالها.

تخيّل المشهد,, تلك اللحظة التي انقلب فيها الزمن على رأسه، فوجدت آلاء نفسها وجها لوجه مع ما لا يمكن احتماله ،، حياة بأكملها سلبت منها في لحظة، تسعة قلوب كانت تنبض حولها كل يوم، أصبحت اليوم مجرد أسماء في قوائم الشهداء، فأي كلمات يمكن أن تصف هذا الألم؟ أي لغة يمكن أن تحتوي صرخة أم تتفطر حزناً؟

كانت آلاء، وهي أخصائية أطفال في مستشفى التحرير داخل مجمع ناصر الطبي، قد غادرت منزلها في وقت مبكر برفقة زوجها، الطبيب حمدي النجار، الذي أوصلها إلى دوامها المعتاد في رعاية المرضى الصغار.

لم تكن تعلم أن ساعات العمل التي بدأت كالمعتاد، ستنقلب إلى مشهد مأساوي يفطر القلب، حين يصل أطفالها إلى المكان نفسه، لكن ملفوفين بالأكفان البيضاء.

القاتل لا يكتفي باستهداف الأطباء في أماكن عملهم، بل يلاحق عائلاتهم وأحلامهم إلى بيوتهم. وأطفال آلاء التسعة الذين لم يتجاوز أكبرهم الثانية عشرة من عمره، وهم: يحيى، ركان، رسلان، جبران، إيف، ريفان، سيدين، لقمان، وسيدرا،، استشهدوا في غارة استهدفت منزلهم وحولته كومة من النار والحجارة، إلا من طفل هو العاشر “آدم” نجا، لكنه أُصيب بجروح خطيرة، ويرقد الآن في المستشفى إلى جانب والده الجريح أيضا الطبيب حمدي النجار، الذي يخضع للعلاج في قسم العناية المركزة.

 كان يفترض أن يكون صباحا عاديا، بداية جديدة ليوم آخر في خدمة الأطفال، لتطبيب جراحهم، وتخفيف آلامهم، لكن الزمن أوجعها، وتحولت أياديها التي اعتادت معالجة الصغار إلى أياد تودعهم. كل شيء انهار أمام عينيها، ولم يكن بوسعها سوى أن تهمس بحزنها العظيم: “كل أطفال غزة أطفالي… لكن هؤلاء كانوا حياتي.”

هذه ليست مجرد قصة حزينة، إنها مأساة تتكرر كل يوم، إنها جزء من وجع غزة الذي لا يهدأ، حيث يصبح الفقد لغة يومية، ويصير الحزن جزءا من تفاصيل الحياة.

في غزة، الأمهات لا يبكين أطفالهن فقط، بل يدفن أحلامهن معهم.

قد يعجبك ايضا