غزة… حين يبكي الجوع وتصرخ الأرض

وما يسطرون – المساء برس..هاشم الدرة|

في زوايا غزة الضيقة، حيث الأمل يقاتل للبقاء، تتساقط الأرواح بصمت، ليس بفعل القصف وحده، بل بسبب سلاح آخر أكثر وحشية.

الجوع والحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال جعل لقمة العيش حلما بعيد المنال، وحوّل الحياة اليومية إلى معركة للبقاء وسط انعدام الغذاء والماء والدواء.

المجاعة لم تعد مجرد خطر يلوح في الأفق، بل صارت واقعا مؤلما يتفاقم كل يوم، حيث الأطفال ينامون على ألم البطون الخاوية، والأمهات تبحث في الفراغ عن لقمة تكفي لإسكات أنين الصغار، الأسواق فارغة، والبيوت بلا مؤونة، والمستشفيات تصرخ لإنقاذ المرضى الذين لم يعد لهم أمل في الحصول على العلاج.

ورغم هذه المأساة، يبقى الشعب الفلسطيني صامدا، يحفر في الصخر ليجد طريقا للحياة، ويتحدى الحصار بصبر يليق بعظمة الأرض التي لم تنحني يوما، صرخاتهم ليست استجداء للرحمة، بل إعلان بأنهم أحياء رغم كل محاولات الإبادة، وأن الجوع لن يكسر إرادتهم، كما لم تفعل القنابل من قبل.

إنه عار على الإنسانية أن تبقى غزة تحت الحصار، وأن يترك شعبها للموت البطيء، بينما العالم يشيح بوجهه وكأنه لا يرى.

لكن التاريخ لا ينسى، وستظل هذه الأيام شاهدة على جريمة لا يمكن تبريرها، وعلى مقاومة لا يمكن أن تموت.

قد يعجبك ايضا