صنعاء تجدد تحذيرها لشركات الطيران العالمية: حظر جوي شامل على مطارات الاحتلال قادم
صنعاء – المساء برس|
جددت صنعاء، الاثنين، تحذيرها لشركات الطيران العالمية من مغبة استئناف رحلاتها إلى مطار “بن غوريون” الإسرائيلي، مؤكدة أن الحظر الجوي على كافة المطارات في الكيان المحتل بات خياراً استراتيجياً جارٍ العمل على تنفيذه ميدانياً.
وأكد مصدر يمني رفيع المستوى لقناة “الميادين” أن “مسار الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة بات ثابتاً وقوياً ويتصاعد”، لافتاً إلى أن اختراق أجواء الاحتلال الإسرائيلي “ليس حدثاً عابراً بل استراتيجية مستمرة”.
وجاء التحذير اليمني بعد ساعات من إعلان تنفيذ هجوم جوي مزدوج استهدف مطار “بن غوريون” قرب تل أبيب، بصاروخين أحدهما فرط صوتي والآخر باليستي، إضافة إلى طائرة مسيرة، في عملية وُصفت بأنها الأجرأ والأكثر تطوراً منذ بدء العمليات اليمنية ضد “إسرائيل”.
وشدد المصدر اليمني على أن صنعاء لا تهدف فقط إلى تعطيل مطار بن غوريون، بل تسعى إلى فرض حظر جوي شامل على كافة مطارات ومرافئ الاحتلال، داعياً شركات الطيران لتغيير وجهتها والالتزام بتحذيرات القوات المسلحة اليمنية.
وأكد أن صنعاء “لا تأبه للحرب النفسية ولا للتهديدات الأمريكية والإسرائيلية”، في إشارة إلى حملات الضغط والتهديدات الإعلامية التي تحاول واشنطن وتل أبيب استخدامها لردع صنعاء عن مواصلة عملياتها.
ويأتي هذا التصعيد في سياق الدعم اليمني المتواصل لمعركة “طوفان الأقصى”، حيث تواصل صنعاء تنفيذ ضربات نوعية على أهداف إسرائيلية وأخرى تتبع للولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر والمحيط الهندي، في إطار استراتيجية أوسع تهدف لكسر الحصار عن غزة ورفع كلفة العدوان.
ومنذ اندلاع معركة “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، تبنت صنعاء نهجاً عسكرياً مباشراً في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، شمل استهداف السفن المرتبطة به وبالولايات المتحدة وبريطانيا، إضافة إلى ضربات جوية على موانئ ومطارات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد تجدد العدوان والحصار على قطاع غزة في مارس الماضي.
وقد تطورت القدرات اليمنية خلال هذه الفترة، من حيث المدى والدقة وتنوع الأسلحة، وشملت استخدام صواريخ فرط صوتية لأول مرة، ما يمثل تحولاً نوعياً في طبيعة المواجهة. وتعتبر صنعاء أن مشاركتها في المعركة لا تنفصل عن موقعها في محور المقاومة، إلى جانب حزب الله في لبنان، والمقاومة الفلسطينية، وفصائل عراقية تنفذ بدورها ضربات على قواعد أمريكية في سوريا والعراق.
وتشير تقارير غربية إلى أن أحد أهم مكاسب اليمن في هذه المرحلة هو قدرته على تهديد عمق الاحتلال جواً وبحراً، رغم بُعد المسافة، وهو ما قلب موازين الردع وأربك المنظومات الدفاعية الجوية للكيان، التي لم تُصمم لمواجهة تهديدات بعيدة ومتعددة الاتجاهات.
ويأتي التحذير الجديد ضمن سياسة الردع المزدوجة التي تتبعها صنعاء: ضربات مباشرة على الأرض المحتلة، وضغوط اقتصادية عبر تهديد أمن الملاحة الجوية والبحرية المتجهة إلى “إسرائيل”.