أزمة في عمق “الجيش” الإسرائيلي: انتحارات متزايدة وتجنيد مرضى نفسيين وسط انهيار المعنويات
فلسطين المحتلة – المساء برس|
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير صادم، عن تصاعد حاد في الأزمات النفسية والانهيارات داخل صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، وامتداد الحرب لأكثر من عام ونصف دون تحقيق أهداف ملموسة.
وبحسب الصحيفة، يعاني جيش الاحتلال من نقص حاد في القوى البشرية، ما اضطره إلى استدعاء جنود سبق وأن شُخّصوا كمصابين باضطراب ما بعد الصدمة النفسية، بل حتى أولئك الذين لا يزالون يتلقون العلاج النفسي. وأفادت الصحيفة بأن اثنين من الجنود الذين جرى استدعاؤهم مؤخراً أقدموا على الانتحار، في إشارة إلى تفاقم الأزمة النفسية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وأشارت هآرتس إلى أن عدد حالات الانتحار في صفوف جيش الاحتلال، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023، بلغ 35 حالة على الأقل حتى نهاية 2024، بينما صنّفت وزارة “الأمن” الإسرائيلية نحو 9 آلاف جندي كمعاقين نفسياً نتيجة مشاركتهم في العمليات العسكرية الجارية، وهو رقم يعكس مدى عمق الصدمة التي خلفتها المواجهة مع المقاومة الفلسطينية.
اللافت أن قيادة الجيش امتنعت عن إعلان الأرقام الحقيقية لحالات الانتحار، ووفقاً للصحيفة، فإن العديد من المنتحرين دُفنوا من دون إقامة جنازات عسكرية أو إصدار بيانات رسمية، في محاولة واضحة للتكتم على حقيقة الانهيار النفسي المتصاعد في صفوف الجنود.
وفي موقف يظهر مدى تخبّط الجيش الإسرائيلي، نقلت الصحيفة عن قائد عسكري قوله: “بسبب عدم التزام جنودنا بالقتال، نضطر إلى تجنيد أشخاص ليسوا بحالة نفسية طبيعية”، مضيفاً: “نقاتل بما يتوفر، حتى لو تأكدنا أن ظروفهم النفسية غير مستقرة”.
هذا التصريح يعكس الانهيار المعنوي والمؤسسي داخل جيش الاحتلال، ويؤكد أن معنويات الجنود باتت في أدنى مستوياتها منذ سنوات، في ظل حرب طويلة الأمد أرهقت الجبهة الداخلية وكسرت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”.
في السياق ذاته، كشفت الصحيفة أن الجيش امتنع عن إرسال أوامر تجنيد لبعض جنود الاحتياط الذين أعلنوا رفضهم المشاركة في القتال، خشية التمرد أو عدم الامتثال. كما نقلت عن ضباط كبار أن نسبة الالتزام بالخدمة العسكرية في صفوف الاحتياط متدنية للغاية، مؤكدين أن النسبة الرسمية المعلنة (80%) لا تعكس الواقع الحقيقي، في ظل تسرب واضح وانخفاض حاد في الروح القتالية.
وتشير هذه المعطيات، مجتمعة، إلى حجم الانكسار النفسي والعسكري داخل جيش الاحتلال، بعد أكثر من 18 شهراً من الحرب التي فشل في تحقيق أهدافها، وعلى رأسها القضاء على المقاومة أو استعادة الأسرى.
وفي مقابل هذا الانهيار، تواصل المقاومة الفلسطينية صمودها وتماسكها الميداني والمعنوي، مثبتة قدرتها على الصمود الاستراتيجي، وإلحاق أذى نفسي ومعنوي بالغ في بنية جيش الاحتلال، رغم المجازر الدامية بحق المدنيين التي يلجأ إليها العدو لمحاولة كسر عزيمة فصائل المقاومة.