بتواطؤ من الحكومة السورية الجديدة.. “إسرائيل” تسترجع أرشيف الجاسوس إيلي كوهين في عملية مشبوهة

دمشق – المساء برس|

في خطوة تثير الكثير من علامات الاستفهام حول دور الحكومة السورية الجديدة وتواطؤها مع أجهزة استخبارات أجنبية، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، عن نجاح جهاز الموساد في تنفيذ عملية استخباراتية سرية استعاد خلالها أرشيف العميل الإسرائيلي إيلي كوهين من سوريا، في ما وصف بأنه “اختراق أمني غير مسبوق”، ما كان له أن يتم لولا تعاون جهات نافذة في الداخل السوري.

وبحسب البيان الصادر عن حكومة الاحتلال، فإن العملية تمت بالتنسيق مع جهة استخباراتية شريكة، ولم يُخفِ مسؤولون إسرائيليون ضلوع جهات سورية “من الداخل” في تسهيل الوصول إلى أكثر من 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية كانت تحت حيازة الاستخبارات السورية منذ أكثر من نصف قرن.

تزامن الإعلان الإسرائيلي مع معلومات متداولة عن اتصالات جرت في أواخر عام 2024 بين مسؤولين في الحكومة السورية الجديدة وجهات أجنبية، بهدف فتح ملفات حساسة تعود إلى فترات سابقة، بينها ملف إيلي كوهين، الجاسوس الإسرائيلي الذي أُعدم في دمشق عام 1965 بعد تغلغله العميق في مفاصل الدولة السورية آنذاك.

ويرى مراقبون أن هذه العملية لا يمكن تفسيرها إلا في سياق تواطؤ سياسي وأمني، يُعبّر عن تحوّلات خطيرة في سلوك النظام الجديد في سوريا، بما يمهّد لتصفية ملفات تاريخية كانت تمثل رموزاً للسيادة الوطنية، لصالح تطبيع خفي مع الاحتلال الإسرائيلي.

وبينما امتنعت السلطات السورية عن إصدار أي توضيح رسمي حول كيفية خروج هذا الأرشيف من أراضيها، اعتبرت أوساط عربية أن ما حدث يعد إهانة وطنية واختراقاً سيادياً فاضحاً، يُحمّل المسؤولية الكاملة للحكومة التي سمحت – بصمتها أو بتسهيلها – بسرقة جزء من التاريخ السوري وتسليمه للعدو.

ويؤكد محللون أن تسليم أو تهريب هذه المواد لم يكن ليتم دون علم أو تغاضٍ من أطراف نافذة داخل السلطة السورية الجديدة، مشيرين إلى أن الحكومة تسير في اتجاه تفكيك الذاكرة الوطنية وتطبيع الوعي العام مع العدو، عبر ممارسات ناعمة وممنهجة.

ويعد إيلي كوهين، الذي دخل سوريا بهوية مزورة باسم كامل أمين ثابت، من أخطر جواسيس الاحتلال الذين نجحوا في الوصول إلى الدوائر العليا في الدولة السورية قبل اكتشاف أمره وإعدامه عام 1965. وقد بقي جثمانه مجهول المكان، وتطالب “إسرائيل” منذ عقود باستعادته، دون استجابة من الحكومات السابقة.

لكن العملية الأخيرة – بما تخللها من استرجاع وثائق ومقتنيات من داخل أجهزة الأمن السورية – تكشف عن تغير خطير في العقيدة السياسية والأمنية للنظام السوري الجديد، وتفتح الباب واسعاً أمام شبهات التعاون والتنسيق مع العدو، على حساب الكرامة الوطنية والتاريخ السيادي لسوريا.

 

قد يعجبك ايضا