انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين حماس والاحتلال في الدوحة وسط دعوات لوقف الإبادة في غزة
الدوحة – المساء برس|
انطلقت، اليوم السبت، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وكيان الاحتلال الصهيوني، في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة قطرية ومصرية، ودون أي شروط مسبقة، في وقت يتصاعد فيه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتُرتكب فيه مجازر يومية بحق المدنيين.
وأكد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، طاهر النونو، في تصريحات لوكالة فرانس برس، أن المفاوضات “قد بدأت بالفعل في الدوحة من دون شروط مسبقة”، مشيراً إلى أن الحوار سيكون مفتوحًا حول جميع القضايا، لا سيما وقف الحرب، انسحاب قوات الاحتلال، وتبادل الأسرى.
وأوضح النونو أن وفد “حماس” سيعرض وجهة نظره بشكل كامل، مؤكدًا تمسك الحركة بحقوق الشعب الفلسطيني، ومشيرًا إلى أن المقاومة لا تدخل هذه المفاوضات من موقع ضعف، بل في إطار السعي لوقف العدوان المستمر على غزة.
من جانبه، قال قيادي في “حماس” مقيم في غزة، طلب عدم كشف هويته، إن “هذه الجولة من المفاوضات لا تقوم على أي مقترحات سابقة، ولا تحمل أي عرض إسرائيلي محدد”، مشددًا على أن الكرة في ملعب الاحتلال، وإذا توفرت “إرادة سياسية لدى إسرائيل ولم تعرقل المسار، فقد يكون هناك تقدم نحو وقف إطلاق النار”، لكنه استدرك: “من المبكر الحديث عن تفاؤل حقيقي”.
كما أكد مصدر فلسطيني مطلع أن المفاوضات الحالية “تبدأ فعليًا من نقطة الصفر، دون أي ورقة رسمية أو مبادرة معتمدة، حتى من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف”، ما يضع مزيدًا من الأعباء على الوساطة المصرية والقطرية لضمان تقدم حقيقي.
وفي سياق متصل، أصدرت حركة “حماس” بياناً تزامناً مع انعقاد القمة العربية الـ34 في العاصمة العراقية بغداد، دعت فيه الدول العربية والعالم الحر إلى التحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية في غزة وفرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء في البيان أن غزة “تتعرض لإحدى أبشع الهجمات الدموية، حيث يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين، مستهدفاً الأحياء السكنية ومراكز الإيواء، ما أدى إلى استشهاد وجرح المئات، في ظل حصار خانق وانقطاع كامل للمساعدات”.
واعتبرت الحركة أن ما يحدث “جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان”، مطالبة القمة العربية بـ”تحمل مسؤولياتها التاريخية”، واتخاذ قرارات عملية لكسر الحصار، وتنفيذ مخرجات قمة الرياض التي نصّت على ضمان إدخال المساعدات ووقف العدوان فوراً.
كما شددت “حماس” على ضرورة فرض عقوبات عربية ودولية عاجلة على الكيان الصهيوني، ومحاسبة قادته كمجرمي حرب، داعية شعوب العالم إلى تصعيد حملة تضامن عاجلة لكشف جرائم الاحتلال وفضح سياسة الإبادة والتجويع التي يتعرض لها أكثر من 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وتأتي هذه التحركات السياسية والدبلوماسية في ظل أوضاع إنسانية كارثية في القطاع، مع استمرار القصف الإسرائيلي وتشديد الحصار، ما يجعل أي مفاوضات أو جهود دبلوماسية مرهونة بضغط حقيقي من الوسطاء والمجتمع الدولي لوقف الجرائم الإسرائيلية المتواصلة.