صحيفة أمريكية: طلقة الحوثيين الأخيرة على دونالد ترامب

متابعات خاصة – المساء برس|

أكد “براندون جي ويكرت” الكاتب والمحلل الجيوسياسي في مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية المعنية بالعلاقات الدولية أن الشرق الأوسط يمر بمرحلة إعادة تشكيل شاملة حيث لم تعد الولايات المتحدة القوة المهيمنة بلا منازع خاصة بعد سلسلة الأحداث الأخيرة التي كشفت عن تغير في موازين القوى الإقليمية.

وأشار “براندون” الذي يعتبر أيضا خبير في الشؤون الدفاعية في مقال له على ذات المجلة إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية لم تكن زيارة دبلوماسية اعتيادية بل جاءت في ظل اضطراب استراتيجي يعكس نهاية النفوذ الأمريكي التقليدي في المنطقة مع تصاعد قوى محلية بات لها تأثير واضح أبرزها الحوثيون الذين وجهوا رسالة حاسمة عبر استهداف صاروخي جريء خلال وجود ترامب في الخليج.

الصاروخ الحوثي تحد مباشر لواشنطن

لم يكن إطلاق الحوثيين لصاروخ بعيد المدى أثناء زيارة ترامب مجرد حادث عابر بل هو خطوة محسوبة تحمل دلالات استراتيجية خطيرة يوضح التحليل أن الصاروخ الذي حلق في الأجواء السعودية باتجاه إسرائيل لم يكن مجرد استعراض للقوة وإنما هو تأكيد على أن واشنطن لم تعد قادرة على فرض سيطرتها العسكرية كما كانت تفعل سابقا دخول إسرائيل في حالة تأهب قصوى يبرز مدى تأثير هذه الحادثة في المشهد الإقليمي حيث أصبحت تل أبيب على رأس قائمة الأهداف المحتملة للقوى المعادية

التحديات البحرية الحوثيون يكسرون الهيمنة الأمريكية

بحسب الكاتب فإن إدارة ترامب اضطرت للاعتراف بأن الحوثيين تمكنوا من تحدي البحرية الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب وهو تحول بالغ الأهمية إذ أن هذه المنطقة كانت تعتبر سابقا إحدى نقاط التفوق العسكري الأمريكي التقارير الأمريكية نفسها أظهرت أن الحوثيين بدعم من إيران وروسيا وربما الصين استطاعوا إلحاق أضرار جسيمة بحاملات الطائرات الأمريكية وكادوا يسقطون مقاتلات اف خمسة وثلاثين الحديثة وهو ما يثير تساؤلات خطيرة حول قدرة الولايات المتحدة على حماية مصالحها وحلفائها في المنطقة

واشنطن تتراجع وإسرائيل في موقف حرج

يؤكد الكاتب أن هذا التراجع الأمريكي دفع إسرائيل إلى مواجهة واقع جديد غير مألوف حيث لم تعد تحظى بنفس الدرع العسكري الأمريكي الذي كان يوفر لها تفوقا استراتيجيا ، فالحوثيين ربطوا وقف هجماتهم الصاروخية بتراجع إسرائيل عن خططها لغزو قطاع غزة مما يضع الحكومة الإسرائيلية في موقف حساس إذ يتوجب عليها إما التصعيد أو التراجع للحفاظ على استقرارها الأمني

نهاية النفوذ الأمريكي وبداية عصر جديد

في ختام التحليل يشير الكاتب إلى أن هذه التطورات ليست مجرد أحداث منفصلة بل هي جزء من إعادة تشكيل النظام العالمي حيث لم تعد الولايات المتحدة الفاعل الوحيد في الشرق الأوسط لأن القوى الإقليمية وعلى رأسها الحوثيون باتت تمتلك الأدوات اللازمة لتحدي الهيمنة التقليدية مما يجبر واشنطن وتل أبيب على إعادة حساباتهما بما يتناسب مع الواقع الجديد.

يرى “براندون” في ختام تحليله أن المرحلة القادمة ستشهد تحولات استراتيجية جذرية وأن القوى التقليدية لن تستطيع فرض نفوذها بالقوة العسكرية وحدها بل سيكون عليها التكيف مع المشهد الإقليمي الجديد الذي يتسم بمزيد من الاستقلالية والسيادة بعيدا عن الإملاءات الأمريكية.

قد يعجبك ايضا