بوتين يدعو إلى أول قمة روسية عربية في أكتوبر لتعزيز التعاون والسلام في الشرق الأوسط

موسكو – المساء برس|

وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة رسمية إلى قادة الدول العربية، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، للمشاركة في أول قمة روسية عربية، والمقرر عقدها في 15 أكتوبر المقبل، وفق ما أوردته وكالات أنباء روسية، منها وكالة إنترفاكس.

وجاء في بيان صادر عن الكرملين أن الرئيس بوتين أعرب عن ثقته بأن هذه القمة ستشكل محطة هامة لتعزيز التعاون متعدد الأوجه بين روسيا والدول العربية، مشيرًا إلى أنها “ستساعد في إيجاد سبل لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

تأتي هذه الدعوة الروسية في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات متسارعة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، خاصة في أعقاب الجولة الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في منطقة الخليج، والتي استمرت أربعة أيام الأسبوع الماضي.

وأعلنت واشنطن خلال تلك الجولة عن صفقات ضخمة، تضمنت استثمارات سعودية بقيمة 600 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي، إلى جانب مبيعات أسلحة بقيمة 142 مليار دولار، واتفاقيات استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي مع دولة الإمارات.

ويُنظر إلى الدعوة الروسية للقمة العربية باعتبارها محاولة استراتيجية لموازنة النفوذ الأميركي المتنامي في المنطقة، وللتأكيد على الحضور الروسي كلاعب رئيسي في ملفات الشرق الأوسط، لاسيما في ظل أزمات متفاقمة مثل الحرب في غزة، والملف السوري، وملف الطاقة، والعلاقات الخليجية – الإيرانية.

وتسعى موسكو منذ سنوات إلى توسيع علاقاتها مع العواصم العربية، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وعززت من هذا التوجه عبر مشاركات فاعلة في القمم الدولية التي تمس قضايا المنطقة، بالإضافة إلى تعاونها في ملفات الطاقة ضمن تحالف “أوبك+”، وعلاقاتها المستقرة مع دول مثل مصر، السعودية، والإمارات.

ويرى مراقببين أن القمة المرتقبة في موسكو ستكون منصة استراتيجية حاسمة لمناقشة الملفات الساخنة في العالم العربي، وتشكّل فرصة للدول العربية لإعادة صياغة علاقاتها الدولية خارج الهيمنة الأميركية التقليدية، خصوصاً في ظل عجز الولايات المتحدة عن فرض حلول عادلة للصراعات الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

كما من المتوقع أن تشهد القمة طرح ملفات الأمن الإقليمي، الأمن الغذائي، التعاون في مجال الطاقة، والتعليم والتكنولوجيا، إلى جانب ملفات تتعلق بإعادة الإعمار في الدول التي شهدت حروبًا طويلة.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والتوترات المتصاعدة في المنطقة، يعلق العديد من المراقبين آمالاً على دور روسي أكثر فاعلية في تحقيق التوازن، أو على الأقل كسر حالة الجمود الدبلوماسي المفروضة بفعل الانحياز الغربي الواضح لصالح الاحتلال.

قد يعجبك ايضا