ترامب يلتقي الجولاني في الرياض.. تمهيد أمريكي للتطبيع ورفع العقوبات
سوريا – المساء برس|
في خطوة جديدة تعكس تحوّلاً في السياسة الأميركية تجاه الملف السوري، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، برئيس السلطة الجديدة في سوريا أبو محمد الجولاني في العاصمة السعودية الرياض، وفق ما أفادت مسؤولة في البيت الأبيض لوكالة “فرانس برس”.
ويأتي اللقاء بعد إعلان ترامب عن قراره برفع العقوبات المفروضة على سوريا، واصفاً إياها بأنها “وحشية ولم تعد تؤدي وظيفة مهمة”.
الاجتماع، الذي استمر 33 دقيقة وفق صحيفة نيويورك تايمز، جرى قبيل قمة أوسع لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وشكّل مؤشراً إلى بداية صفحة جديدة في العلاقات بين واشنطن ودمشق، بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد من الزمن.
وبحسب وكالة “الأناضول” التركية، عقد اجتماع مشترك عبر الإنترنت ضمّ كلاً من ترامب، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، ما يشير إلى تنسيق إقليمي بشأن المرحلة المقبلة في سوريا.
وخلال كلمته في القمة الخليجية، قال ترامب إن “رفع العقوبات عن سوريا يمنحها بداية جديدة”، مؤكداً أن “تطبيع العلاقات مع سوريا يبدأ بلقاء الشرع”. كما دعا إلى إشراك الحكومة السورية الجديدة في اتفاقيات “أبراهام” للتطبيع مع “إسرائيل”.
وذكر البيت الأبيض أن ترامب دعا الشرع إلى “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين”، و”المساعدة في منع عودة تنظيم داعش”، في حين ردّ الرئيس السوري الانتقالي بدعوة الشركات الأميركية للاستثمار في قطاعي النفط والغاز السوريين، في إشارة إلى استعداد حكومته للتعاون الاقتصادي مع واشنطن.
وتحمل هذه التصريحات دلالات واضحة على أن واشنطن بصدد إعادة هندسة علاقاتها مع دمشق، ليس فقط عبر المسار الدبلوماسي، بل أيضاً من خلال الاقتصاد والسياسات الأمنية المشتركة.
ويبدو أن ترامب يسعى، من خلال هذه التحركات، إلى صياغة واقع سياسي جديد في المنطقة، حيث قال إنّ الولايات المتحدة “اتخذت الخطوات الأولى نحو استعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا”، مؤكداً أن “الحكومة السورية الجديدة قد تكون شريكاً في الاستقرار الإقليمي”.
ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة ترامب إلى الرياض، المحطة الأولى في جولته الخارجية التي تشمل الإمارات وقطر، والتي ستشهد توقيع صفقات تجارية كبرى.