بماذا ساهم السعوديون في العدوان الأمريكي الأخير على اليمن؟ نيويورك تايمز تكشف تفاصيل جديدة
خاص – المساء برس|
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الاثنين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين توصّل إلى اتفاق غير معلن مع حركة أنصار الله لوقف التصعيد في البحر الأحمر، كان عقب حملة عسكرية أمريكية لم تحقق أهدافها المرجوة وتكبدت خلالها واشنطن خسائر باهظة.
حملة محدودة الأهداف تحولت إلى مأزق مكلف
بحسب التحليل الذي نشرته الصحيفة بعنوان: “لماذا أعلن ترامب فجأة النصر على ميليشيا الحوثي؟”، ورصده وترجمه “المساء برس”، فإن الحملة العسكرية التي أُطلقت لإجبار صنعاء على وقف عملياتها في البحر الأحمر ضد الاحتلال الإسرائيلي بدأت بتفاؤل كبير من قبل الإدارة الأمريكية، حيث طلب ترامب نتائج واضحة خلال 30 يومًا فقط من بدء الضربات الجوية، التي أطلق عليها لاحقًا اسم “عملية الفارس الخشن”.
لكن وبعد شهر من العمليات، لم تحقّق القوات الأمريكية تفوقًا جويًا على الجماعة اليمنية، في حين استمرت الأخيرة في استهداف السفن والطائرات الأمريكية، وأسقطت ما لا يقل عن 7 طائرات بدون طيار من طراز MQ-9، تُقدّر تكلفة الواحدة منها بنحو 30 مليون دولار.
كما تعرضت حاملة الطائرات “هاري ترومان” لحوادث متكررة، أسفرت عن سقوط طائرتين مقاتلتين من طراز F/A-18 في البحر، وإصابة طيارين وعضو طاقم.
كيف ساهمت السعودية في هذا العدوان؟
كشفت الصحيفة الأمريكية أن السعودية ساهمت في هذا العدوان على اليمن ولكن بشكل غير مباشر، حيث كشفت أن المسؤولين السعوديين أيّدوا خطة الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا، كما كشفت “نيويورك تايمز” أن السعوديين قدموا للولايات المتحدة قائمة أهداف تضم 12 من كبار قادة حركة أنصار الله، وأضافت الصحيفة إن الإماراتيين لم يكونوا على يقين من جدوى هذه الحملة، مشيرة إلى أن “الحوثيين صمدوا لسنوات تحت وطأة القصف السعودي والإماراتي”.
تحول استراتيجي مفاجئ بوساطة عمانية
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب، الذي لطالما أبدى ترددًا تجاه التورط في نزاعات طويلة في الشرق الأوسط، سئم من استمرار الخسائر دون نتائج ملموسة. وفي ظل وساطة عمانية كانت تُجرى بالتوازي مع محادثات نووية مع إيران، اقترح المسؤولون في مسقط صفقة تنص على وقف واشنطن ضرباتها مقابل تعهد من أنصار الله بعدم استهداف السفن الأمريكية، دون وقف عملياتهم ضد السفن المرتبطة بإسرائيل.
في 5 مايو، أمر ترامب بوقف العمليات الهجومية بشكل مفاجئ، وأعلن لاحقًا “النصر” على أنصار الله، واصفًا الجماعة بـ”الشجاعة” ومؤكدًا احترامه لالتزامها بعدم استهداف السفن الأمريكية.
انقسامات داخل الإدارة الأمريكية
وذكر التقرير أن هذا التحول قوبل بجدل واسع داخل أروقة الإدارة الأمريكية، إذ أعرب عدد من كبار المسؤولين، بينهم رئيس هيئة الأركان الجديد الجنرال دان كين، ونائبة الرئيس جي دي فانس، عن تشككهم في فاعلية إطالة الحملة. كما أبدى قادة البنتاغون مخاوف من استنزاف الذخائر المتقدمة، خصوصًا في ظل احتمالات المواجهة مع الصين في المحيط الهادئ.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين عسكريين سعوا لإقناع ترامب بتمديد الحملة 60 يومًا إضافية، إلا أن حوادث متكررة، منها سقوط طائرة في البحر وتعرض منشأة للمهاجرين اليمنيين للقصف عن طريق الخطأ، عجّلت باتخاذ قرار إنهاء التصعيد.
“اليمن يهزم أمريكا”.. ردود فعل في صنعاء
في صنعاء، سارع مسؤولو أنصار الله ومناصروهم إلى إعلان “النصر”، وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بشعار “اليمن يهزم أمريكا”، في إشارة إلى فشل الحملة الأمريكية وقرار ترامب المفاجئ بوقفها دون تحقيق أهدافه، وفق الصحيفة الأمريكية.
وبحسب الصحيفة، فإن تقييمات الاستخبارات الأمريكية أشارت إلى “تراجع جزئي” في قدرات القوات المسلحة اليمنية، وأضافت “إلا أنها قادرة على إعادة بناء قوتها بسرعة، ما جعل جدوى استمرار العمليات موضع تساؤل واسع داخل البيت الأبيض”.
ماذا بعد؟
وقالت الصحيفة إنه “ما زال من غير الواضح ما إذا كانت الجماعة اليمنية ستلتزم كليًا بعدم استهداف السفن الأمريكية، خصوصًا في ظل إعلانها مواصلة استهداف المصالح المرتبطة بإسرائيل. ومع ذلك، يبدو أن الإدارة الأمريكية باتت تُفضّل حلاً سياسياً يضمن تقليل الخسائر وتوجيه التركيز نحو أولويات استراتيجية أخرى، مثل المواجهة مع الصين”.