نيويورك تايمز: حكومة نتنياهو تقوّض المصالح الأمريكية وتجر المنطقة نحو الكارثة
واشنطن – المساء برس|
نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، على لسان الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان، انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، واصفاً إياها بأنها “لم تعد تتصرف كحليف لأميركا”، بل باتت تهدد المصالح الأميركية الأساسية في الشرق الأوسط، من خلال سياساتها المتطرفة في غزة والضفة الغربية، وتفضيلها المصالح الشخصية والسياسية على الأمن الإقليمي.
وفي مقاله الصادر اليوم السبت، خاطب فريدمان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيداً بقراره بعدم لقاء نتنياهو في زيارته المرتقبة إلى السعودية والإمارات وقطر، واعتبر ذلك دليلاً على “إدراك متأخر ولكنه جوهري بأن هذه الحكومة الإسرائيلية لم تعد صديقة للولايات المتحدة”.
وأكد فريدمان أن الحكومة الإسرائيلية الحالية – التي وصفها بـ”القومية المتطرفة ذات التوجه المسيحاني” – تسعى لضم الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من غزة، دون أي اعتبار لحل الدولتين أو مبادرات السلام التي بنت عليها أميركا نفوذها في المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي.
وأضاف الكاتب أن نتنياهو أفشل، بدوافع شخصية تتعلق بمحاكمته بالفساد، مشروع التطبيع بين إسرائيل والسعودية، والذي كان مشروطاً بفتح حوار مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين.
واعتبر أن رفضه لهذا الشرط أضاع على إسرائيل فرصة استراتيجية لدخول العالم الإسلامي سياسياً واقتصادياً، وأضعف الموقف الأميركي في مواجهة إيران والصين.
وتطرق فريدمان إلى “الخطط الكارثية” التي يعدّ لها نتنياهو حالياً في غزة، والتي تهدف – بحسبه – إلى إعادة احتلال القطاع، وحصر سكانه في رقعة ضيقة، دون نية لإحلال سلطة معتدلة بديلة لحماس، بل من أجل خلق واقع يؤدي إلى ترحيل الفلسطينيين قسرياً. ووصف هذا المخطط بأنه “وصفة لتمرد دائم… فيتنام على شاطئ المتوسط”.
واستشهد فريدمان بتصريحات وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي قال في مؤتمر صحفي: “نحن نحتل غزة لنبقى”، مضيفاً أن هذه السياسة، إلى جانب القوة العسكرية المفرطة وتدمير البنية التحتية في القطاع، ستؤدي إلى “وفيات جماعية” ونزوح قسري، وفتح الباب أمام اتهامات جديدة بجرائم حرب ضد القادة الإسرائيليين.
وحذر الكاتب من أن هذه السياسات قد تهدد استقرار الأردن ومصر، حليفتي واشنطن الأساسيتين، إذا ما حاول نتنياهو الدفع بالفلسطينيين نحو أراضيهما، وهو ما من شأنه زعزعة التوازن الإقليمي وتقويض أي مشروع تكامل أمني عربي-إسرائيلي ضد التمدد الإيراني والصيني.
وفي ختام مقاله، دعا فريدمان الرئيس الأميركي إلى مواصلة اتباع “غريزته الاستقلالية السليمة” تجاه نتنياهو، محذراً من أن “استمرار دعم هذه الحكومة الإسرائيلية سيسجل في التاريخ على أنه بداية عزلة الدولة اليهودية، حتى في أعين أحفادها”.
وأشار أخيراً إلى افتتاحية صحيفة “هآرتس” العبرية التي وثقت مقتل تسعة أطفال فلسطينيين في غارة إسرائيلية يوم 7 مايو، مشددة على أن تجاهل أعداد القتلى الفلسطينيين – الذين تجاوزوا 52 ألفاً بينهم 18 ألف طفل – لن يغير الحقيقة المؤلمة، وأن “أيدينا فعلت هذا”، على حد تعبير الصحيفة.