صاروخ صنعاء يعصف بمعرض السياحة في “تل أبيب”.. غياب دولي وشلل جوي يشلان “IMTM 2025”
صنعاء – المساء برس|
تسبب الصاروخ اليمني الذي أطلقته القوات المسلحة اليمنية يوم الأحد الماضي على مطار بن غوريون، في توجيه ضربة قاصمة لقطاع السياحة الإسرائيلي، بعدما أدى إلى إلغاء جماعي لرحلات شركات الطيران الأجنبية إلى الكيان المحتل، وغياب عشرات الوفود الدولية عن معرض السياحة الدولي “IMTM 2025” الذي افتتح صباح اليوم في تل أبيب.
وأكدت صحيفة “معاريف” العبرية أن أكثر من 50% من المدعوين الأجانب لم يتمكنوا من الحضور بسبب توقف الرحلات الجوية عقب الهجوم الحوثي الذي استهدف المطار الدولي الأهم في “إسرائيل”، ما ترك المعرض، الذي يفترض أن يكون واجهة سياحية دولية، أشبه بفعالية محلية محدودة.
وقال ليئور غيلفاند، أحد منظمي المعرض لـ”معاريف”: “لقد كنا في طريقنا للتعافي من آثار الحرب، لكن صاروخ الحوثيين أعادنا إلى الوراء”، مشيراً إلى أن دولاً مثل اليونان وقبرص وهنغاريا ورومانيا سجلت مشاركة رمزية فقط، بينما أُلغيت مشاركات واسعة من عشرات الدول الأخرى.
ويعد معرض “IMTM” أهم حدث سياحي سنوي في كيان الاحتلال، وتُبنى عليه استراتيجيات تسويق للسياحة الوافدة والمغادرة، ولكن الشلل الذي أصابه هذا العام يكشف بوضوح مدى تأثير الضربات اليمنية الدقيقة على مفاصل الاقتصاد الإسرائيلي.
ورغم محاولات بعض الدول وشركات الطيران الأجنبية إبقاء خطوط محدودة مفتوحة، فإن الهلع الأمني وضعف الثقة بالقدرة الإسرائيلية على تأمين الرحلات الجوية باتا يشكلان عائقاً حقيقياً أمام استمرار التعاون السياحي الدولي.
حاول المسؤولون الإسرائيليون التقليل من حجم الضرر، مشددين على “التركيز على السياحة الداخلية”، وأطلقوا مشاريع بديلة لإنعاش مناطق الشمال والجنوب، مثل “خطة إعادة تشغيل الجليل”، لكن ذلك لا يخفي حجم العزلة المتزايدة التي يعيشها الكيان بفعل الضربات اليمنية والصمود الفلسطيني.
كما رصد الإعلام الإسرائيلي محاولات ترقيعية عبر تنظيم أجنحة دعائية من مختلف المناطق المحتلة، من القدس المحتلة إلى الجليل والجولان وحتى البحر الميت، لتعويض غياب الحضور الأجنبي، إلا أن المطاعم والمقاهي السياحية لا تزال مغلقة، والبنية التحتية لم تتعافَ بعد من تبعات الحرب.
وتظهر هذه التطورات أن السلاح اليمني بات قادراً على فرض كلفة استراتيجية على “إسرائيل” من مسافات بعيدة، إذ يكفي هجوم صاروخي أو طائرة مسيرة واحدة لإحداث شلل اقتصادي وتعطيل مشاريع دولية بحجم معرض سياحي عالمي.
وفي ظل استمرار عزلة الكيان وتزايد قلق المستثمرين والوفود الدولية، تؤكد صنعاء مجدداً قدرتها على خلخلة الأمن القومي والاقتصادي الإسرائيلي من دون الحاجة إلى معارك برية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل “إسرائيل” لإعادة تقييم استراتيجيتها الأمنية والتعامل مع محور المقاومة بجدّية أكبر.