العميد أبي رعد: صواريخ اليمن دمرت سمعة أقوى منظومات اعتراض كما دمّرت سمعة MQ-9
خاص – المساء برس|
قال الخبير في الشؤون العسكرية، العميد اللبناني علي أبي رعد، إن الذي حدث في مطار بن غوريون أمس الأحد من قبل القوات المسلحة اليمنية، ليس فقط إحداث فجوة وحفرة بعمق 25 متراً في أرض المطار وإيقاف الملاحة الجوية الأجنبية من وإلى المطار، بل أحدث هذا الهجوم فجوة في الفكر والعقيدة السياسية العسكرية والسياسية الإسرائيلية والأمريكية أيضاً.
وقال العقيد أبي رعد في لقاء مع محطة تلفزيون “الغد” رصده “المساء برس”، إن هذا الهجوم اليمني كسر هيبة وسطوة التفوق النوعي من ناحية الدفاع الصاروخي للاحتلال ولأمريكا، وأضاف أن “وصول الصاروخ بهذه الطريقة وتدمير ما دمره بما في ذلك تدمير سمعة 5 طبقات لمنظومات دفاع جوي صاروخي أمريكية وإسرائيلية وهي الأكثر تطوراً في العالم وفشلت في اعتراضه أحدث إرباكاً كبيراً وصدمة ليس فقط على مستوى الاحتلال الإسرائيلي بل إن هذا الإرباك وصل إلى البيت الأبيض والبنتاغون في واشنطن”.
وعن الهجوم العدواني الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي مساء الليلة على ميناء ومصنع أسمنت في محافظة الحديدة غربي اليمن، قال العميد أبي رعد إن “سماح أمريكا لإسرائيل بتنفيذ هذه الضربة هو من باب رفع المعنويات ورد الاعتبار لإسرائيل لناحية وصول هذا الصاروخ والخرق الأمني الدفاعي الكبير الذي أحدثه”.
وأشار العميد أبي رعد إلى نقطة مهمة وهي تواري الولايات المتحدة عن الواجهة في هذا الهجوم وترك الإسرائيلي يقوم بالرد على صنعاء بمفرده والحرص على إعلان ذلك رسمياً بأن الهجوم لم تشارك فيه الولايات المتحدة – رغم الشكوك القوية بأن أمريكا شاركت ولكن بشكل غير معلن، وقال العميد أبي رعد “من وجهة نظري أن حرص الأمريكي على عدم الاعتراف بمشاركته ورمي المسؤولية على إسرائيل ونتنياهو وكأن الأمريكي يريد (تخليص حاله) كما يقال باللهجة العامّية، أي لكي يتحمل نتنياهو وحده النتائج”.
وأضاف العميد أبي رعد إن نتنياهو يعاني من عدة مشارك وعندما يصف هذه العملية بالحرب الثامنة التي يخوضها هو يعلم أن الرد اليمني سيأتي لكن ما لا يعلمه لا هو ولا الأمريكي تحديداً وهذا قاله الأمريكي صراحة أنه لغاية اليوم لم يستطيعوا كشف نوع الصواريخ التي تسقط طائرات إم كيو 9 التي دمرت سمعة هذه الطائرات الأمريكية وهي الاكثر تطوراً في العالم، وأيضاً لم يتمكن حتى اليوم من تفسير الصاروخ الذي وقع في مطار بن غوريون مع العلم أن هناك صواريخ سبق واستهدفت عمق الاحتلال، ولكن يبدو أن هناك تطوير لهذه النوعية من الصواريخ ولأن الحدث وقع داخل مطار بن غوريون وهناك عدة شركات طيران أجنبية فوراً أعلنت عن وقف رحلاتها وتعليق رحلاتها مما وضع الكيان الإسرائيلي في وضع إحراج دفعه للقيام بهذا الهجوم على اليمن اليوم، وإلا فهناك صواريخ قبل ذلك سقطت وأصابت أهدافها في قاعدة نيفاتيم في النقب في غيرها ولم تحدث ردة فعل كهذه”.
وأكد العميد أبي رعد أن الخسائر اليمنية التي يتعرض لها اليمنيون سواءً الاقتصادية أو البشرية جراء العدوان الإسرائيلي لن تؤثر على الإطلاق في مسار الجبهة اليمنية الداعمة لغزة والشعب الفلسطيني، وأضاف “لا يمكن لأي عمل عسكري التأثير في اليمنيين حتى لو أدت الغارات الإسرائيلية إلى سقوط شهداء في اليمن، بدليل أن الولايات المتحدة منذ بدء عدوانها على اليمن أكثر ما تستهدف محافظة الحديدة وموانئها وهناك شهداء وجرحى يمنيين وحتى الاحتلال الإسرائيلي أيضاً في عدوانه السابق قبل تقريباً 8 أشهر ذهب لاستهداف ميناء الحديدة لكن هل ذلك أثر في القدرات اليمنية الصاروخية تحديداً؟ لم يحدث ذلك، وهنا يجب أن نلاحظ أن ما يحدث هو أن الصواريخ اليمنية تتطور بدليل أن الهجمات اليمنية الباليستية كانت في السابق تعتمد التوقيت الليلي والآن يتم إطلاقها حتى في النهار وفي أي وقت وهذا يعني أن هذه الصواريخ ليست محكومة بمنصات إطلاق ثابتة بل هي متحركة وتتميز بالمرونة الحركية”.
كما أشار العميد أبي رعد إلى أن الهجوم اليمني الأخير بصاروخ واحد على مطار بن غوريون واختراق الصاروخ 5 طبقات لمنظومات الدفاع الجوي الأمريكية والإسرائيلية، هي ضربة قوية جداً لسمعة هذه المنظومات التي يسوق لها الأمريكي والإسرائيلي ويبيعها لدول حليفة وصديقة وهي مكلفة جداً وقيمة الصاروخ الاعتراضي الواحد ما بين 10 إلى 12 مليون دولار، هذه السردية سقطت لأنها أصلاً لم تختبر إلا الآن وعندما تم اختبارها فشلت ولهذا نرى الغضب الأمريكي والإسرائيلي لما حدث لأن نظرية السيطرة والتفوق سقطت بوصول هذا الصاروخ اليمني والآن يريدون رفع المعنويات وترميم الصورة التي تشوهت بمثل هذه الغارات على اليمن.