حصار جوي يضرب “إسرائيل”.. شركات طيران تنسحب والاقتصاد يتأرجح رغم أرباح مؤقتة

فلسطين المحتلة – المساء برس|

في أعقاب الضربة اليمنية الدقيقة التي استهدفت مطار “بن غوريون” الإسرائيلي بصاروخ باليستي فرط صوتي، شهدت “إسرائيل” ما يشبه الحصار الجوي غير المعلن، مع تسارع انسحاب شركات الطيران العالمية من مطار “تل أبيب”، في مشهدٍ يكشف هشاشة الأمن الإسرائيلي أمام ضربات محور المقاومة، وانعكاسات عميقة على الاقتصاد وسوق العمل.

منذ استهداف المطار، أعلنت شركات كبرى مثل “إير إنديا”، “لوفتهانزا”، “بريتيش إيروايز”، “دلتا إير”، و”ويز إير” تعليق رحلاتها إلى تل أبيب، وسط مخاوف من تفاقم التهديدات الأمنية. ويتوقع أن تحذو شركات أخرى حذوها في الأيام المقبلة، ما يزيد من عزلة الكيان ويضعه تحت ضغط اقتصادي وسياحي متصاعد.

وعلى الرغم من تسجيل ارتفاع في أسهم شركات الطيران الإسرائيلية مثل “إل عال”، إلا أن هذا “الانتعاش” ناجم فقط عن غياب المنافسة، لا عن نمو حقيقي في الطلب. الواقع يكشف عن تراجع عدد الرحلات الجوية، خصوصاً في فترات الاستدعاء العسكري المتكرّر، في مشهد يذكّر بذروة التصعيد العسكري خلال نهاية 2023 وبداية 2024.

أرقام بنك “إسرائيل” كانت صادمة حيث وصلت خسائر قطاع السياحة في “إسرائيل” خلال 2024 إلى 13.5 مليار شيكل، وتراجع أعداد السيّاح بنسبة تجاوزت 73% مقارنة بعام 2023. ومع تراجع الإشغال في الفنادق بنسبة 80%، يتضح حجم الضرر الذي أصاب قطاعاً يعتمد عليه 5% من سوق العمل، معظمهم من الفئات محدودة الدخل.

في قطاع الخدمات والأعمال الخاصة، بدأ رجال الأعمال يشكون من صعوبة التنقّل، مما يُضعف العلاقات التجارية ويؤثر في استقرار الأسواق. ويبرز هذا في تقارير إعلامية إسرائيلية عدّة، تؤكد أن الضرر الأكبر ليس مادياً فقط، بل مرتبط بـ”تآكل شعور الأمان” و”تراجع سمعة الدولة” عالميًا.

ورغم الارتفاعات المتكرّرة في أسعار تذاكر السفر، لم يتأثر مؤشر التضخم بشكل كبير. غير أنّ تقلّبات الأسعار من ارتفاع بـ22% في أغسطس إلى انخفاض بـ16% في سبتمبر، تعكس فوضى في القطاع واستجابة عشوائية للأزمة.

ما يجري اليوم، وفق مراقبين، يتجاوز كونه أزمة طيران، ليكون علامة فارقة في فقدان “إسرائيل” قدرتها على فرض معادلة “الأمن أولاً”، فصاروخ يمني واحد استطاع شلّ مطارها الأهم، وكشف هشاشة بنية الدولة الاقتصادية أمام حروب الاستنزاف، وفي ظل استمرار تصاعد العمليات من غزة واليمن ولبنان، تبدو العزلة الجوية مرشحة للتوسّع، ومعها تتعمّق عزلة سياسية واقتصادية غير مسبوقة في تاريخ الكيان.

قد يعجبك ايضا