عادل شديد: لأول مرة في التاريخ يُفرض حظر جوي على “إسرائيل” نحن أمام حدث استراتيجي غير مسبوق

خاص – المساء برس|

قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، إن الأهمية لإعلان قرار صنعاء فرض حظر على الملاحة الجوية للاحتلال الإسرائيلي وخصوصاً في مطار بن غوريون لا تكمن في أن المطار هو الوحيد الرئيسي والأكبر لدى الاحتلال للارتباط بالعالم الخارجي بل لأنه رمز من الرموز السيادية ويمثل رمزاً للهيبة والقوة لـ”إسرائيل” ويفترض أن يكون من أكثر المنشآت الاستراتيجية تحصيناً وحماية.

وأضاف شديد في لقاء لمحطة تلفزيون “العربي” رصده “المساء برس”، للتعليق على إعلان صنعاء مساء أمس فرض حظر للملاحة الجوية على الاحتلال الإسرائيلي وضرب مطاراته وعلى رأسها مطار اللد المسمى (بن غوريون)، أضاف بأن ما حدث أمس “شكل تصعيداً نوعياً باستهداف المطار والأهم هو قدرة هذا الصاروخ الباليستي الفرط صوتي بالوصول إلى المطار”.

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، شديد، إن “هذا الصاروخ من شأنه أن يشكل مرحلة جديدة، ترى فيها إسرائيل مس بالصورة التي حاولت أن تصنعها في العام الأخير والخطاب المتكرر لنتنياهو من أنه أحدث تغييراً كبيراً في الواقع الجيوسياسي في المنطقة وأنه استطاع إسقاط سوريا وإخراج حزب الله من المواجهة وتوجيه ضربات للكثير من مركبات محور المقاومة في المنطقة، ليأتي هذا الصاروخ اليمني ويبدد تلك الصورة ويفشل بذلك الخطاب العنجهي لنتنياهو الذي أراد أن يرسمه سواءً في مواجهة خصومه في الداخل أو كجزء من إعادة إسرائيل في المنطقة بالشكل الذي أريد لها أن تكون كقائد ومسيطر على المنطقة العربية”.

وعما يتعلق بالرد الإسرائيلي بعد التهديدات التي أطلقت أمس ضد اليمن وعمّا إذا كان الاحتلال سيتعامل مع صنعاء كما تعامل مع المقاومة اللبنانية، قال شديد إن موضوع اليمن مختلف وهناك مقاربة أخرى في هذا الشأن والسبب في ذلك هو أن أمريكا هي التي تتبنى التصدي للجبهة اليمنية ومعها بريطانيا أيضاً، وبالتالي فإن إضافة إسرائيل إلى الولايات المتحدة وبريطانيا ليصبح هذا الثلاثي بأكمله في مواجهة اليمن وهو البلد البعيد عن فلسطين المحتلة والوحيد الذي لا يزال يساند بقوة المقاومة الفلسطينية وأبناء غزة، وهنا أعتقد أن الأمريكان لا يريدون أن تُرسم هذه الصورة وهي صورة أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل يواجهون جميعهم اليمن لأنه يقوم بالدفاع عن فلسطين وعن غزة وعن القدس وعن المسجد الأقصى، هذا الواقع والمشهد من شأنه أن يوقع الأمريكي والإسرائيلي في فخ من خلال إعادة إحداث وعي جديد في المنطقة يحرج فيه الأنظمة العربية التي تتفرج والتي لا تتدخل وهي القادرة ليس على إطلاق صواريخ على مطار بن غوريون وأن تفرض الليلة على إسرائيل حصاراً جوياً محكماً كما فعل اليمن، نحن اليوم أمام حدث استراتيجي غير مسبوق بالفعل فهو لأول مرة في التاريخ يفرض حظراً جوياً على إسرائيل”.

وتوقع الخبير عادل شديد أن تعمل دول في المنطقة على مساندة الاحتلال وأمريكا لتجاوز هذا الحظر الجوي اليمني على “إسرائيل” وإفشاله، وأضاف “مع ذلك فإن هذا الخطاب بحد ذاته وهذا القرار الجريء هو تطور غير مسبوق وسيقود المنطقة باتجاه مسارات غير محسوبة”.

وكشف شديد في حديثه أن ما يدور في النقاش الإسرائيلي الداخلي عقب الهجوم اليمني الباليستي على مطار بن غوريون وفرض قرار حظر للملاحة الجوية على الاحتلال، هو التساؤل داخل الاحتلال بأنه “إذا كانت اليمن وهي الدولة غير المحسوبة ضمن العشر الدول العسكرية الأولى في العالم استطاعت ضرب مطار بن غوريون وفرضت حظر للملاحة الجوية على إسرائيل فكيف ستكون المواجهة بين الأخيرة وإيران؟!”.

قد يعجبك ايضا