إسرائيل على شفير الانهيار الاستراتيجي.. جنرال صهيوني يقرّ بفشل الحرب وهزيمة مدوّية في غزة
غزة – المساء برس|
في اعتراف يكشف عمق المأزق العسكري والسياسي الذي يعيشه كيان الاحتلال، أطلق اللواء المتقاعد والمفوض السابق لشكاوى الجنود في جيش الاحتلال، إسحاق بريك، تحذيرات صادمة حول الوضع الراهن في ظل تزايد التهديدات وتصاعد الفشل في كل الجبهات، مؤكدًا أنّ “إسرائيل” “تخوض حرباً خاسرة”، وأنّ “حماس انتصرت فعلياً في غزة”، وفق ما نقلته صحيفة معاريف الإسرائيلية.
بريك، الذي يعرف بصراحته وخبرته الطويلة، فند الأكاذيب الرسمية التي يسوقها المستوى السياسي والعسكري للجمهور الإسرائيلي، مؤكداً أن عمليات “الجيش” في غزة فشلت في تحقيق أهدافها. وأوضح أن نسبة تدمير الأنفاق التابعة لحركة حماس لا تتجاوز 25%، وربما أقل من 10%، في حين لا تزال الأنفاق الممتدة من سيناء نشطة والتهريب مستمراً.
وأضاف أن قوات حماس استعادت عافيتها، حيث تمتلك قرابة 30 ألف مقاتل، ولم يتم القضاء على أي من ألوية المقاومة، بما في ذلك لواء رفح.
وتابع بريك أن الرواية الرسمية عن “إنجازات عسكرية” ليست سوى وهم للتغطية على فشل ذريع.
واعتبر بريك أن انضمام اليمن إلى المواجهة، وإعلانه فرض حصار جوي فعلي على “إسرائيل”، يعني فتح جبهة ثامنة ضد الكيان، ما يفاقم الضغط ويكشف هشاشة “الجيش” الذي لم يعد قادراً على خوض حرب متعددة الجبهات.
وانتقد بريك رئيس الأركان الجديد، إيال زمير، قائلاً إنه تراجع عن قناعاته السابقة وبات دميةً في يد بنيامين نتنياهو، ينفذ أوهاماً عسكرية باسم “تحرير الأسرى”، على الرغم من قناعته بعدم جدوى الضغط العسكري. وأكد أن استمرار الحرب لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسائر وتآكل الجاهزية الدفاعية.
ورسم بريك مشهداً قاتماً لمستقبل الكيان، معددًا التهديدات الكبرى التي لا يستعد لها “الجيش” الإسرائيلي، من بينها التحالف التركي-السوري، وتهريب السلاح عبر الحدود الأردنية، واستعداد الجيش المصري – كما وصف – لدخول مواجهة، بالإضافة إلى احتمالية تعرّض “إسرائيل” لهجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة من محور المقاومة بقيادة إيران، وتصاعد التوتر في الضفة الغربية.
كما أشار إلى خطرين لا يقلان أهمية وهو بقاء قوة حزب الله وحماس، والتطرف الداخلي المتزايد في المجتمع الصهيوني، مما يهدد بتفكك البنية الاجتماعية والسياسية من الداخل.
واختتم بريك تصريحاته بالتأكيد أن “الجيش الإسرائيلي غير جاهز لمواجهة حرب على عدة جبهات”، مطالباً بإجراء مراجعة شاملة للوضع الاستراتيجي والتوقف عن الانخداع بالأوهام التي تصنعها المنظومة الإعلامية والسياسية.
اعترافات بريك، وفق مراقبين، ليست سوى شهادة من داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية على حجم الانحدار الذي يعيشه الكيان، ليس فقط في الميدان، بل في بنية اتخاذ القرار وفقدان البوصلة الاستراتيجية. كيان الاحتلال، وفق هذه الشهادة، بات محاصراً من كل الجهات، منهكاً من الداخل، ويعيش في حالة إنكار سياسي وعسكري تقوده نحو هزائم أكبر.