صحيفة إسرائيلية: الحوثيون قوة لا تُردع والصاروخ الذي ضرب مطار بن غوريون يغيّر قواعد اللعبة

صنعاء – المساء برس|

في اعتراف صريح بحجم التهديد اليمني المتصاعد، رصدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، في تحليل مطوّل، ما وصفته بـ”التحوّل الجذري” الذي أحدثه هجوم اليوم الصاروخي في مطار بن غوريون الدولي قرب “تل أبيب”، أحد أكثر المنشآت حساسية في الكيان الصهيوني، وفشلت كل محاولات منظومات الدفاع الإسرائيلية في اعتراضه.

ورغم أن الضربة لم تسفر عن قتلى، إلا أن الصحيفة وصفتها بأنها “تهديد استراتيجي صريح”، حيث أفضت إلى إلغاء عدد من الرحلات الجوية الدولية، وهزّت الثقة الإسرائيلية بقدرتها على حماية عمقها الحيوي، في وقت تشهد فيه جبهات غزة ولبنان واليمن توترًا متصاعدًا.

اليمن يصنع المفاجأة: من “متمردين” إلى قوة إقليمية ضاربة

التحليل الإسرائيلي يرسم ملامح تطور “أنصار الله” – التي يصفهم الإعلام الغربي بالحوثيين – منذ أكثر من عقد، بدءًا من كونهم مجموعة قبلية محدودة النفوذ، إلى تحولهم لقوة عسكرية تملك ترسانة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بعضها يصل مداه إلى أكثر من 2000 كلم، ويستهدف به عمق الأراضي المحتلة.

ويبرز التحليل أن الحوثيين ليسوا ظاهرة عابرة أو حالة مؤقتة، بل كيان عسكري له جذور في الجبال، ويجيد خوض حروب الاستنزاف كما فعل الفيتناميون مع الولايات المتحدة، وهو ما جعل من محاولات احتوائهم أو كبحهم على مدى سنوات – سواء من قبل السعودية أو الولايات المتحدة – أمرًا شبه مستحيل.

فشل الردع الأمريكي والإسرائيلي

تلفت الصحيفة إلى أن الهجمات اليمنية، التي تصاعدت بشكل لافت منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، أثبتت أن كل أشكال الردع السابقة لم تنجح، سواء في البحر الأحمر عبر عملية “حارس الرخاء”، أو من خلال الضربات الجوية الأمريكية والإسرائيلية.

بل ترى الصحيفة أن قدرة الحوثيين على المناورة، وإطلاق صواريخ من كهوف جبلية يصعب رصدها أو استهدافها، تمثل أحد أكبر التحديات الاستخباراتية والعسكرية التي تواجه إسرائيل اليوم.

رسالة واضحة من صنعاء: لا خطوط حمراء بعد اليوم

وتعترف جيروزاليم بوست بأن صاروخ اليوم يمثل فشلًا كبيرًا لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة، خاصة “حيتس” و”القبة الحديدية”، ما يكشف عن “اختراق خطير” للعمق الإسرائيلي في وقت حساس، ويؤكد أن الهجمات اليمنية لم تعد رمزية أو استعراضية، بل موجهة ومؤثرة بدقة وفعالية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يزيد الموقف تعقيدًا هو أن الحوثيين أعلنوا امتلاكهم صواريخ أسرع من الصوت، مثل صاروخ “فلسطين”، بالإضافة إلى استخدامهم صواريخ من طراز “قيام” و”غدير”، وهي نسخ متطورة من صواريخ شهاب الإيرانية.

قراءة إسرائيلية: الحوثيون لا يهزمون بالقصف الجوي

خلص التقرير إلى استنتاج صادم لصنّاع القرار الإسرائيلي: “الحوثيون جماعة لا تُردع بالقوة الجوية وحدها، ومن المرجح أن تواصل هجماتها”. وأكد أن التاريخ أثبت – في اليمن كما في فيتنام وأفغانستان – أن الجماعات التي تتحصن في الجبال وتملك الدعم الشعبي والتكتيكي لا تُهزم بسهولة.

وبحسب مراقبين، يشكل هذا التحليل، الصادر من صحيفة إسرائيلية معروفة، اعترافًا نادرًا ومباشرًا بفعالية القوة اليمنية وتحوّلها من خصم محلي إلى لاعب إقليمي فاعل، بات يؤثر مباشرة على الأمن الإسرائيلي، ويجبر الطيران المدني العالمي على إعادة حساباته.

 

 

قد يعجبك ايضا