صاروخ اليمن يهز قلب إسرائيل.. انهيار درع تل أبيب وتصدّع الثقة بمنظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية
صنعاء – المساء برس|
في ضربة عسكرية نوعية تعكس تصاعد القدرات الصاروخية اليمنية، تمكن صاروخ أُطلق من اليمن من اختراق أربع طبقات دفاعية إسرائيلية متطورة ليسقط في قلب مطار بن غوريون، محدثًا انفجارات هائلة أصابت 7 أشخاص وتسببت في شلل جزئي للبنية التحتية للنقل والطيران في تل أبيب.
فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية والأمريكية في التصدي للصاروخ، بحسب تقارير صحفية إسرائيلية، شكّل صدمة للقيادات العسكرية والسياسية في تل أبيب وواشنطن، إذ أخفقت أولًا منظومة “حيتس 3” (Arrow 3) الإسرائيلية، المعروفة بقدراتها العالية، ثم تبعتها منظومة “ثاد” (THAAD) الأمريكية التي لم تتمكن هي الأخرى من اعتراض الهدف، في حادثة تعتبر الأولى من نوعها بهذا المستوى من الفشل.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية نقلت أن الصاروخ اليمني تجاوز جميع طبقات الحماية الجوية، ووصفت رأسه الحربي بأنه “كبير للغاية” وأدى إلى موجة انفجارات هائلة. القناة 12 العبرية أكدت أن هذه الضربة دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى دراسة تغيير استراتيجيتها تجاه اليمن، وهو ما يعكس حجم التأثير الذي خلفه الصاروخ على المؤسسة الأمنية.
الضربة تسببت في تعطيل حركة الطيران والقطارات، وإلغاء رحلات دولية من شركات كبرى مثل “لوفتهانزا”، “راين إير”، “السويسرية”، و”النمساوية”، إضافة إلى عودة طائرة هندية أدراجها، فيما علّقت شركة “يونايتد” الأمريكية رحلتها إلى “تل أبيب”. كل هذه التداعيات تشير إلى فشل ذريع في توفير الحد الأدنى من الأمن للمنشآت الحيوية في “إسرائيل”.
داخليًا، تزايدت الانتقادات داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية؛ فزعيم حزب الديمقراطيين يائير غولان وصف الوضع بأنه “أكبر من قدرة نتنياهو والحكومة”، مشيرًا إلى انهيار نظام التعليم، وغلاء المعيشة، واحتضار المخطوفين في غزة، وانهيار جنود الاحتياط نفسيًا.
من جانبه، لم يُخفِ الوزير زئيف إلكين حجم الأزمة، معترفًا بأن “الضربات الأمريكية هي وحدها القادرة على إلحاق ضرر استراتيجي بالحوثيين”، في إشارة ضمنية إلى عجز “إسرائيل” عن المواجهة المباشرة. بينما اكتفى نتنياهو بتصريحات عمومية: “لقد عملنا ضد الحوثيين في الماضي وسنعمل ضدهم أيضًا في المستقبل”، دون تقديم أي خطة أو استراتيجية واضحة للرد.
إخفاق منظومات “حيتس” و”ثاد” يطرح أسئلة صعبة على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ويضرب في عمق مصداقية الصناعات الدفاعية الأمريكية، خاصة أن إسرائيل تعتبر واجهة لاختبار تلك التقنيات. وإذا كانت أربع طبقات دفاعية فشلت في التصدي لصاروخ واحد، فكيف سيكون الحال في مواجهة وابل من الصواريخ والمسيّرات كما يرجّح أن يحدث في أي مواجهة شاملة؟
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن اليمن قد دخل مرحلة استراتيجية جديدة عنوانها “الردع بالصواريخ”، فبرغم مئات الغارات الأمريكية والإسرائيلية في الأشهر الأخيرة، لا تزال صنعاء ترسل رسائل نارية فعالة، تؤكد أن اليد الطولى لم تعد حكرًا على الطرف الأقوى تقنيًا.