الصاروخ اليمني يشل حركة الطيران من وإلى تل أبيب.. ضربة استراتيجية تعيد خلط الأوراق

صنعاء – المساء برس|

في تطور نوعي يؤكد تصاعد تأثير الهجمات اليمنية على عمق الكيان الصهيوني، تسبّب صاروخ “جديد لم يعلن عنه حتى اللحظة” أطلقته القوات المسلحة اليمنية، يوم الأحد، وسقط قرب مطار بن غوريون الدولي، في إرباك كبير لحركة الطيران المدني، ودفع العديد من شركات الطيران الأمريكية والأوروبية إلى تعليق رحلاتها من وإلى تل أبيب لعدة أيام قادمة.

ووفقًا لما نشرته وكالة “رويترز”، فقد سارعت شركات طيران كبرى، من بينها “دلتا”، و”يونايتد”، ومجموعة “لوفتهانزا”، إلى إلغاء أو تأجيل رحلاتها، بسبب المخاوف الأمنية المتصاعدة، بعد أن أصبح المجال الجوي الإسرائيلي، بما فيه مطاره الدولي الرئيسي، عرضة مباشرة لهجمات دقيقة من اليمن.

الهجوم الصاروخي، الذي تبنّته القوات المسلحة اليمنية، شكّل ضربة مركّبة جمعت بين التأثير النفسي على المستوطنين، والتأثير الاقتصادي على قطاع النقل الجوي، بالإضافة إلى رسائل استراتيجية واضحة للكيان الصهيوني ولحلفائه في الغرب.

فبعد إعلان هدنة مؤقتة مع المقاومة الفلسطينية في يناير، عادت بعض شركات الطيران الأجنبية تدريجيًا إلى العمل في إسرائيل، وإن بشكل محدود. إلا أن هذا التقدم الطفيف نحو “الاستقرار الجوي” تراجع مرة أخرى بفعل الصاروخ اليمني، مما أعاد الأجواء إلى دائرة القلق والانكشاف الأمني.

ووفق مراقبين، فإن ضرب مطار بن غوريون، الذي يعد شريانًا حيويًا لحركة السفر والتجارة في إسرائيل، يعكس قدرة اليمن المتزايدة على استهداف مواقع حساسة بعيدة جغرافيًا، وتوجيه رسائل مباشرة للكيان الصهيوني من مسافة تتجاوز 2000 كيلومتر.

وأضافوا أن ما يميز هذه العملية ليس فقط دقتها وتأثيرها، بل توقيتها، الذي يتزامن مع احتكار الشركات الإسرائيلية مثل “إل عال” و”أركيا” و”إسرائير” للسوق الجوي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر وزيادة الضغط على منظومة الطيران الإسرائيلية، وهو ما يجعل أي تهديد جوي مضاعف الأثر على المدنيين والاقتصاد.

صاروخ اليوم يعكس تحوّلاً متسارعًا في قواعد الاشتباك، حيث لم تعد القوات المسلحة اليمنية تكتفي بمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني، وقبله التحالف السعودي، بل انتقلت إلى جبهة المواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني، دعمًا لغزة وفلسطين، ورسالة ردع واضحة ضد كل أشكال التحالف مع الاحتلال.

وبينما تحاول تل أبيب التظاهر بالتماسك، تشير المعطيات إلى أن تأثير العمليات اليمنية يتجاوز البعد العسكري إلى التأثير على الصورة الذهنية لإسرائيل كملاذ آمن للمستثمرين والسياح والبعثات الدبلوماسية.

ضرب اليمن لمطار بن غوريون بصاروخ واحد عطّل حركة الطيران الدولي، وأعاد الكيان إلى مربع القلق الاستراتيجي، وأكد بما لا يدع مجالًا للشك أن اليمن بات لاعبًا إقليميًا حاضرًا في المعادلة الكبرى للصراع، وأن شعار “أنتم منا ونحن منكم” الذي صرح به الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة لم يعد مجرد خطاب، بل واقع تتحدث عنه شاشات الرادار ومطارات العدو.

قد يعجبك ايضا