ضربات نوعية في رفح.. القسام تنفذ كمينًا مركبًا يوقع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال ويدمّر آلياته
غزة – المساء برس|
في تصعيد نوعي وضمن تكتيكات قتالية متقدمة، نفذ مجاهدو كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت، كمينًا مركبًا ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خلّف قتلى وجرحى في صفوف العدو، ودمّر آلياته في واحدة من أكثر العمليات دقة وتنظيمًا منذ بداية المعارك في المنطقة.
وفي التفاصيل، تمكنت وحدة القسام من استدراج قوة هندسية صهيونية إلى منطقة نفق مفخخ بشكل مسبق قرب مسجد “الزهراء” في حي الجنينة. العملية بدأت باشتباك مباشر من مسافة الصفر، أسفر عن تصفية عدد من الجنود على الفور، قبل أن يتقدم مزيد من عناصر القوة نحو فتحة النفق، حيث تم تفجيره بهم، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد إضافي من الجنود.
لم تقف العملية عند هذا الحد، بل تابع مجاهدو القسام التقدم نحو الموقع المستهدف، وأطلقوا قذيفتين من طراز “الياسين 105” على دبابتين صهيونيتين كانتا تساندان القوة المهاجمة، مما أدى إلى إصابتهما بشكل مباشر. وقد رصد مجاهدو القسام محاولات انتشال القتلى وإجلاء الجرحى من المكان وسط حالة من الارتباك في صفوف الاحتلال.
وفي عملية أخرى متزامنة، فجّرت القسام منزلًا مفخخًا مسبقًا لدى دخول قوة راجلة صهيونية إليه في المنطقة ذاتها، ما أسفر أيضًا عن وقوع إصابات مباشرة بين قتلى وجرحى في صفوف القوة المقتحمة.
تأتي هذه العمليات النوعية لتؤكد تطور أداء المقاومة ميدانيًا، واعتمادها المتزايد على الكمائن المركبة، التي تجمع بين الإعداد الاستخباراتي المسبق والتفخيخ والاشتباك المباشر والانسحاب المنظم، وهي تكتيكات تهدف إلى استنزاف قوات الاحتلال وضربها في نقاط الضعف.
وقد اختارت القسام التوقيت والموقع بعناية، مستفيدًا من معرفة جغرافية دقيقة للمنطقة، ومن قدرة على رصد تحركات الاحتلال، مما مكّنه من توجيه ضربات موجعة لقواته في قلب المناطق التي كان يعتقد أنها “آمنة نسبيًا”.
هذه العملية تأتي في سياق معركة إرادات مفتوحة، تؤكد فيها المقاومة الفلسطينية من جديد قدرتها على التكيف والرد، رغم الفارق الهائل في الإمكانيات التسليحية، وهو ما يكرّس معادلة جديدة مفادها أن التوغل البري الصهيوني داخل غزة لن يكون نزهة، بل مستنقعًا مكلفًا بالدم والخسائر.