استقالة بن مبارك تفضح الانقسامات الحادة في معسكر “الشرعية”.. صراع على الصلاحيات وغياب كامل للتوافق
عدن – المساء برس|
في تطور جديد يكشف عن عمق الخلافات والانقسامات التي تعصف بما يعرف بالشرعية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، أعلن رئيس حكومة عدن، أحمد عوض بن مبارك، اليوم السبت، استقالته رسميًا، موجّهًا اتهامات مباشرة إلى رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بمصادرة صلاحياته وعرقلة عمل الحكومة.
وفي منشور نشره بن مبارك على صفحته الرسمية، أكد أنه سلّم استقالته بعد خروجه من لقاء قصير، وصفه بـ”غير المنتج”، كاشفًا عن صراع عميق على الصلاحيات والمؤسسية داخل ما تبقى من بنية الحكومة المنفية، أدى إلى شلل إداري وتعثر في تنفيذ الإصلاحات.
مصادر سياسية مطلعة كشفت أن الخلاف بين بن مبارك والعليمي بلغ ذروته في الأسابيع الماضية، بسبب ملفات فساد كبرى، وتدخلات مباشرة من العليمي في صلاحيات رئيس الحكومة، لا سيما فيما يخص التعيينات والتعديلات الوزارية، وهو ما دفع بن مبارك للانسحاب تدريجيًا من المشهد التنفيذي.
وتحدث بن مبارك في تصريح غير مسبوق عن “غياب أي توافق داخل الحكومة”، في إقرار يعكس الانهيار المؤسسي الكامل لمجلس الوزراء الموالي للتحالف، الذي يعاني من تصدّعات مناطقية وفصائلية وسياسية متزايدة.
وفي المقابل، أفادت مصادر خاصة في مكتب رئيس المجلس الرئاسي بأن العليمي يستعد لإصدار قرارات مرتجلة تشمل تعيين وزير مالية جديد ونائبين لرئيس الحكومة، أحدهما من الشمال والآخر من الجنوب، في خطوة اعتُبرت محاولة للالتفاف على الأزمة بدلاً من حلها.
وتظهر هذه التعيينات – خصوصًا منح النواب صلاحيات واسعة – مسعى واضحًا لتحييد أي رئيس وزراء مستقبلي وتحويله إلى واجهة شكلية، وسط تصاعد الشكوك حول قدرة العليمي على إدارة أي نوع من التوازن داخل المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف.
وتشير التقارير من عدن إلى أن الفوضى السياسية التي أفرزها صدام العليمي – بن مبارك تسببت بانهيار في أداء الحكومة، وسط تفكك إداري وانعدام للقرار الموحد، وهو ما يهدد بمزيد من التدهور الاقتصادي والخدمي في الجنوب.
كما تتزايد التحذيرات من أن استمرار هذا النهج سيقود إلى مزيد من الانفجارات السياسية والميدانية في معسكر التحالف، خصوصًا مع اتساع رقعة التنافس بين فصائل المجلس الرئاسي وتداخل أجندات أبو ظبي والرياض.
تكشف استقالة بن مبارك وما تبعها من قرارات مرتجلة، عن واقع مأزوم تعيشه ما تسمى بـ”الشرعية اليمنية”، التي لم تعد تملك من أدوات الحكم إلا الصراع على المناصب والولاءات الخارجية، في وقت تتزايد فيه المعاناة الإنسانية والاقتصادية للمواطنين في مناطق سيطرة التحالف.