ترامب يدخل في صدام مع الجامعات الأمريكية: تجميد تمويلات وقيود على الطلاب الدوليين
متابعات خاصة – المساء برس|
في تصعيد جديد داخل الولايات المتحدة، اشتعلت مواجهة غير مسبوقة بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأكثر من 400 رئيس جامعة، على خلفية ما وصفته المؤسسات الأكاديمية بـ”التدخل الحكومي السافر” في شؤون الجامعات، وتهديد مباشر لحرية التعبير والاستقلال الأكاديمي.
الاحتجاج الأكاديمي جاء بعد قرارات اتخذتها إدارة ترامب شملت تجميد تمويلات فيدرالية ضخمة، وفرض قيود مشددة على تأشيرات الطلاب الدوليين، خصوصاً أولئك المنخرطين في الحركات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي.
وكان أبرز هذه الإجراءات تجميد أكثر من 2.2 مليار دولار من التمويلات المخصصة لجامعة هارفارد، بذريعة تساهلها مع ما وصفته واشنطن بـ”معاداة السامية”، في إشارة إلى تزايد الاحتجاجات الطلابية المؤيدة للقضية الفلسطينية. وردت هارفارد بدعوى قضائية تتهم فيها الحكومة بانتهاك التعديل الأول للدستور الأمريكي، في محاولة لحماية استقلالها الأكاديمي.
وفي سياق متصل، طالت القيود الطلاب الدوليين، حيث تم ترحيل بعض الناشطين وتهديد آخرين بالطرد، مما أثار مخاوف بشأن حرية التعبير والتضييق على الأصوات المؤيدة لفلسطين داخل المؤسسات التعليمية.
تحركات إدارة ترامب دفعت أكثر من 100 رئيس جامعة سابق لتشكيل تحالف أكاديمي-نقابي للدفاع عن حرية التعبير واستقلال الجامعات، ومن المقرر أن يعقد هذا التحالف أول اجتماعاته السبت المقبل عبر الإنترنت.
جامعة هارفارد حذرت بدورها من أن الإجراءات الحكومية ستؤثر سلباً على مشاريع البحث العلمي، لا سيما في مجالات الطب والتكنولوجيا والدفاع، وهي المجالات التي تعتمد بشكل كبير على التمويلات الحكومية، مما قد يهدد الأمن القومي الأمريكي، حسب تعبيرها.
في المقابل، تبرر إدارة ترامب خطواتها بأنها تهدف إلى مكافحة “التحيز الليبرالي” و”معاداة السامية” داخل الجامعات، في حين يراها رؤساء الجامعات محاولة خطيرة لتكميم الأفواه وتسييس التعليم العالي في البلاد.
الجدير بالذكر أن هذا الصدام يأتي في وقت تتصاعد فيه الاحتجاجات الطلابية في عدد من الجامعات الأمريكية على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، مما زاد من حدة التوترات بين البيت الأبيض والمؤسسات الأكاديمية.