استطلاع يكشف أن غالبية الأميركيين يرون ترامب “ديكتاتوراً خطيراً”
واشنطن – المساء برس|
في تطور لافت يعكس عمق الانقسام السياسي والمجتمعي في الولايات المتحدة، كشف استطلاع جديد نشره موقع “أكسيوس” أن غالبية الأميركيين يرون في الرئيس دونالد ترامب، “ديكتاتوراً خطيراً يشكل تهديداً للديمقراطية الأميركية”.
الاستطلاع، الذي أعده معهد أبحاث الدين العام (PRRI) بعد مرور 100 يوم على تولي ترامب مهامه في ولايته، أظهر أن 52% من الأميركيين يعتقدون أنه يجب تقييد سلطات ترامب قبل أن يلحق أضراراً فادحة بالنظام الديمقراطي، بينما لم تتجاوز نسبة التأييد العام له حاجز 40%.
تركزت أبرز أسباب القلق الشعبي في الاستطلاع على إجراءات الترحيل الجماعي للمهاجرين، والفصل الجماعي لموظفين فيدراليين، إلى جانب تقليص عمل الوكالات الحكومية وفرض رسوم جمركية حمائية، وهي قرارات وصفها المشاركون بأنها “تحاكي سلوكيات الأنظمة السلطوية”، وتشكل تهديداً مباشراً لبنية الدولة الأميركية ومؤسساتها.
وعبّرت ميليسا ديكمان، رئيسة معهد أبحاث السياسات العامة، عن هذا القلق بقولها: “معظم الأميركيين يرون ترامب من منظور ديكتاتوري، ويشعرون بأن الديمقراطية الأميركية على المحك”.
الاستطلاع فضح أيضاً انقساماً عرقياً حاداً في نظرة الأميركيين إلى ترامب؛ فقد وصفه معظم الأميركيين من أصول إفريقية، ولاتينية، وآسيوية بأنه ديكتاتور، مقارنة بـ 45% فقط من الأميركيين البيض الذين يشاركون هذا الرأي. ويبدو أن هذا الانقسام يعكس تبايناً في التجارب مع سياسات ترامب، خصوصاً في قضايا الهجرة والحقوق المدنية.
أما على المستوى الحزبي، فقد أظهر الاستطلاع تماسكاً جمهورياً حول شخصية ترامب، إذ يرى 81% من الجمهوريين أنه “قائد قوي يجب منحه السلطة الكاملة لاستعادة مكانة أميركا”، وهو ما يؤكد أن الخطاب الشعبوي لا يزال يحظى بقبول واسع في قاعدة الحزب.
المعارضة لسياسات ترامب لم تتوقف عند تقييم شخصيته، بل شملت ممارساته أيضاً؛ حيث أظهر الاستطلاع أن:
– 61% من الأميركيين يعارضون احتجاز المهاجرين غير النظاميين في معسكرات ذات طابع عسكري.
– ثلثاهم يرفضون فرض تعريفات جمركية جديدة على السلع المستوردة.
– نسبة كبيرة تعتبر تقليص الوكالات الفيدرالية تهديداً مباشراً للأمن والخدمات العامة.
وفي رد فعله المعتاد، شن ترامب هجوماً على نتائج الاستطلاع عبر منصته “تروث سوشيال”، واصفاً إياها بأنها “استطلاعات مزيفة”، داعياً إلى فتح تحقيقات ضد الجهات التي تقف خلفها، متهماً إياها بـ”التلاعب بالانتخابات”.
يأتي هذا الاستطلاع في وقت حساس، إذ تتهيأ الولايات المتحدة لدخول مرحلة انتخابية جديدة قد تعيد تشكيل ملامح السلطة، وتعيد ترامب إلى الواجهة. وتظهر المؤشرات أن الخطاب التسلطي لم يعد يحظى بنفس الزخم السابق لدى الجمهور العام، ما يضع الجمهوريين أمام معادلة صعبة بين الحفاظ على ولائهم لترامب، أو فتح الباب أمام بدائل أكثر اتزاناً.