اعترافات إسرائيلية: حماس تدير المعركة بذكاء وتفشل أهداف الاحتلال في غزة

غزة – المساء برس|

في سلسلة تصريحات لافتة صدرت من شخصيات أمنية وعسكرية إسرائيلية بارزة، بدأت ملامح الانكسار الإسرائيلي في قطاع غزة تتكشف على لسان قادة الصف الأول، بالتوازي مع تفوق تكتيكي واضح للمقاومة الفلسطينية، خاصة كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس.

اللواء احتياط إسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال، عبّر عن قلقه العميق من تطورات المعركة، قائلاً في حديث للقناة “12” الإسرائيلية إنّ “كل الحديث عن تصعيد في القتال يعمل بشكل معاكس”، مشيراً إلى أن الفعالية لم تعد إلى جانب إسرائيل، وأنه “لا يوجد ما يمكن فعله ولم يُنفذ سابقاً”.

زيف أقر بأن حماس “انتقلت إلى حرب عصابات”، في تحول وصفه بأنه يربك الجيش الإسرائيلي العالق في “المناورة العسكرية الكلاسيكية”، وهو ما بات، حسب قوله، “يعمل ضدنا”.

وأضاف: “حماس تعمل بذكاء أكبر، ووضعت اقتراحاً لإنهاء الحرب على الطاولة”، في إشارة إلى الرؤية السياسية المتكاملة التي قدّمتها الحركة، والتي تشمل وقفاً دائماً لإطلاق النار، صفقة تبادل أسرى، انسحاباً كاملاً من غزة، ورفع الحصار، في مقابل مقترح إسرائيلي غير مكتمل الأركان.

في السياق ذاته، لم يكن زيف الوحيد في هذا التوصيف، فقد عبّر مسؤول الشاباك السابق عادي كرمي عن تشاؤمه من أداء القيادة السياسية والعسكرية، مؤكداً أن “إسرائيل ترهق جيشها بلا جدوى”، وأن الوضع الحالي “لا يقود إلى أي نتيجة فعالة”.

ودعا كرمي بصراحة إلى إبرام صفقة تبادل والخروج من قطاع غزة، معتبراً أن “إعلان وقف الحرب مقابل استعادة الأسرى يخدم مصلحة إسرائيل”.

من جانبه، وصف عضو الكنيست الجنرال غادي إيزنكوت ما حدث في 7 أكتوبر بأنه “أكبر إخفاق أمني منذ قيام إسرائيل”، مؤكداً أن نظريات الأمن القومي الإسرائيلية انهارت في ذلك اليوم، وهو ما يلقي بظلاله حتى اليوم على الأداء العسكري والسياسي لحكومة الاحتلال.

وعلى الأرض، واصلت المقاومة الفلسطينية تكبيد الاحتلال خسائر بشرية في كمائن دقيقة، إذ أكدت كتائب القسام تنفيذ كمينٍ مركب شرق حي التفاح في مدينة غزة، أدى إلى مقتل ضابط ومقاتل من وحدة المستعربين، وإصابة آخرين بينهم قائد لواء، في عملية وصفت بالناجحة والاحترافية، وفق بيان القسام وتأكيدات من إعلام الاحتلال.

في غضون ذلك، تعمّقت الأزمة السياسية والاجتماعية في الداخل الإسرائيلي، حيث تظاهر العشرات من عائلات الأسرى أمام مقر جهاز الشاباك في “تل أبيب”، مطالبين بإبرام صفقة تبادل فورية، ومتهمين القيادة بالفشل، وداعين إلى استقالة رئيس الشاباك رونين بار.

المشهد الإسرائيلي الداخلي، الذي كان موحداً خلف أهداف الحرب، يشهد اليوم حالة من الانقسام، وتزايد الأصوات الداعية إلى إنهاء العدوان، بعدما فشلت كل المحاولات العسكرية في تحقيق أهدافها. وفي المقابل، تبدو المقاومة الفلسطينية أكثر تماسكاً، تدير المعركة بثبات سياسي وعسكري، وتطرح رؤية متكاملة للحل، تكسب من خلالها معركة الميدان ومعركة الوعي.

وبينما يغوص الاحتلال في مأزق عسكري وسياسي وأخلاقي، تبدو حماس اليوم في موقع المبادر، تفرض شروطها، وتحتفظ بورقة الأسرى، في مشهد يعيد رسم معادلات القوة في المنطقة.

قد يعجبك ايضا