مجلة الدفاع الإيطالية: البحرية الأمريكية أمام مسيّرات اليمنيين.. فشل أنظمة الاعتراض الحالية وعجز بتوفير جديدة

خاص – المساء برس|

تجد البحرية الأمريكية نفسها اليوم أمام معضلة تقنية وعسكرية حقيقية في البحر الأحمر، إذ كشفت الهجمات المتكررة التي تنفذها القوات اليمنية بواسطة الطائرات المسيّرة والذخائر المتسكعة عن ثغرات خطيرة في قدرات الدفاع الجوي لمدمراتها المتقدمة من فئة آرلي بارك. وتحت ضغط التصعيد اليمني، تسعى واشنطن بشكل محموم لتطوير دفاعاتها، لكنها تصطدم بتعقيدات لوجستية وفنية تعرقل خططها، وهذا ما تكشفه مجلة إيطالية عسكرية.

ترقيع فني لا يرتقي لحجم التهديد

وفقًا لتقرير نشرته مجلة “الدفاع الإيطالية” رصده وترجمه “المساء برس”، فإن البحرية الأمريكية قررت دمج نظامي COYOTE وROADRUNNER-M لاعتراض الطائرات بدون طيار، لكن التنفيذ العملي لا يزال معلقًا بسلسلة من التحديات منها: عدم ضمان التكامل التقني بين الأنظمة الجديدة ومنظومة AEGIS القتالية الموجودة مسبقًا على المدمرات، والحاجة إلى تعديلات برمجية وهيكلية معقدة، تستنزف الوقت والموارد، ونقص التدريب الكافي للأطقم البحرية، ما يهدد بضعف الجاهزية التشغيلية في الميدان.

فعالية مشكوك فيها… وواقع عملياتي مقلق

المجلة حذّرت من أن نظام ROADRUNNER-M لا يزال في مرحلة التقييم العملياتي، ولم يُختبر في بيئات قتالية مثل البحر الأحمر، ما يضع علامة استفهام كبيرة حول إمكانية اعتماده كحل موثوق.

كما أن قدرته النظرية على العودة للتزود وإعادة الاستخدام قد تكون عديمة الجدوى في ظل سيناريوهات الحرب الفعلية، خاصة في مناطق تشهد تكتيكات متطورة من الحوثيين كالتي أربكت المدمرات الأمريكية مؤخراً.

بين التكلفة والفشل: هل يمكن إنقاذ الأسطول الأمريكي؟

ورغم أن الأنظمة الجديدة تُعد أقل تكلفة من الصواريخ الاعتراضية التقليدية التي تستنزفها البحرية الأمريكية اليوم ضد الاسلحة اليمنية، إلا أن المجلة نوهت إلى أن نشرها على نطاق واسع يواجه عقبات لوجستية، أبرزها تأمين أعداد كافية وتوزيعها على الأسطول بشكل عاجل. هذا إلى جانب مشكلة البنية التحتية التدريبية التي تعاني من ضعف حاد، ما يعني أن الفاعلية المرجوة قد لا تتحقق في الوقت المناسب.

الهجمات اليمنية أعادت البحرية الأمريكية إلى مربع الارتباك

الهجمات المتكررة من صنعاء جعلت جيوش دول عديدة بما في ذلك دول أوروبا المصنعة للأسلحة إلى إعادة تقييم فعالية المدمرات الأمريكية، التي لطالما اعتُبرت رمزًا للهيمنة البحرية. واليوم، وبعد أن كشفت الطائرات المسيّرة اليمنية هشاشتها، تجد واشنطن نفسها أمام واقع أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى: فلا الأنظمة الحالية قادرة على الردع، ولا الأنظمة الجديدة جاهزة للإنقاذ.

والآن في البحر الأحمر، لا يبدو أن التحدي مجرد تطوير تكنولوجيا جديدة، بل كيف يمكن لواشنطن اللحاق بمعادلة ميدانية فرضتها مسيّرات رخيصة لكنها فعالة، قلبت الموازين أمام أعتى الأساطيل العسكرية في العالم.

قد يعجبك ايضا