“كسر السيف” من جديد.. المقاومة الفلسطينية تثبت فاعليتها شمال غزة وتفشل التقدم الإسرائيلي

غزة – المساء برس|

في تطور ميداني لافت يعكس تصاعد فعالية المقاومة الفلسطينية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بعد ظهر الخميس، عن وقوع “حدث أمني قاسٍ” شمال قطاع غزة، أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة سبعة آخرين، بعضهم في حالة خطيرة، نتيجة استهداف مباشر بصاروخ مضاد للدروع وعملية قنص دقيقة.

وبحسب المعطيات الأولية التي أوردها الإعلام الإسرائيلي، فإن الهجوم وقع في منطقة شرق مدينة غزة، بالقرب من بلدة بيت حانون، وهو الموقع ذاته الذي شهد قبل أيام كميناً مركباً نفذته كتائب القسام تحت اسم “كسر السيف”، وأوقع إصابات محققة في صفوف قوات النخبة التابعة لما يعرف بـ”كتيبة جمع المعلومات القتالية” في فرقة غزة.

عملية اليوم، والتي تأتي في نفس الموقع وتكاد تتطابق في الأسلوب مع كمين “كسر السيف”، تعكس قدرة المقاومة على الاستنزاف الميداني المنهجي للقوات الإسرائيلية، مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الجاهزية الاستخباراتية والميدانية.

المقاومة لم تكتفِ بالاستهداف الأولي للقوة، بل رصدت تحركات الإسناد، ونصبت لها كميناً آخر باستخدام عبوة مضادة للأفراد، ما أوقع عدداً إضافياً من القتلى والجرحى، وهو أسلوب يكرّس مفهوم “الكمين المركّب” ويؤكد تطور هندسة المعركة لدى فصائل المقاومة.

هذا التصعيد الميداني يضع تساؤلات جدية حول فاعلية جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة في ظل استمرار العجز عن التعامل مع هذا النمط الجديد من العمليات التي تفقده زمام المبادرة. وتظهر المقاومة، التي تتحرك في ميدانها، يوماً بعد يوم قدرتها على ضرب عمق الوحدات المتقدمة وتعطيل تحركاتها حتى في المناطق التي يعتبرها الاحتلال “مؤمنة”.

المشهد يتكرر، لكن بنتائج متراكمة، تدفع الاحتلال إلى حالة دفاع وتردد وخشية من التقدم البري. ففرض الشرطة الإسرائيلية حظراً على وصول المستوطنين إلى مستوطنة “سديروت”، يعكس الهلع الأمني الذي تسببه مثل هذه العمليات، حتى في الجانب المدني من معادلة الحرب.

كما أن  المروحيات الإسرائيلية التي تحركت لنقل الجنود المصابين إلى مستشفى “سوروكا” في بئر السبع، تؤكد على إخفاق ميداني محرج، حيث بات الاحتلال مضطراً لاستخدام وسائل طوارئ للإجلاء في نقاط يظن أنها خالية من المقاومة، وهو ما يشير إلى فقدان السيطرة حتى على محيط تحركاته.

ما بين عمليات “كسر السيف” والاشتباكات المتكررة، تبرهن المقاومة الفلسطينية على نضج استراتيجي في قراءة الميدان وتكييف الأسلوب القتالي، بما يجعلها قادرة على إدارة الاشتباك بتكتيك يدمج بين الهندسة المتفجرة، والكمائن المركبة، والنيران الدقيقة، في ظل بيئة مدمرة ومحاصرة.

وفي ظل عدوان إسرائيلي متواصل منذ أكثر من عام ونصف، فإن هذه الفاعلية الميدانية تمثل انتصاراً معنوياً واستراتيجياً، يضرب العمق الأمني للعدو، ويفرض عليه كلفة باهظة لكل خطوة يحاول التقدم فيها.

قد يعجبك ايضا