البحر الأحمر من منطقة نفوذ أمريكية إلى ساحة اختبار مرير للبحرية الأمريكية
خاص – المساء برس|
بعد عقود من اعتبار البحر الأحمر حديقة من الحدائق الخلفية للنفوذ العسكري الأمريكي، بدأت الحقائق الميدانية تُظهر تآكلاً تدريجياً لهيبة القوة البحرية الأقوى في العالم.
وبحسب تقرير أمريكي حديث نشرته صحيفة “ذا ناشيونال إنترست”، تحوّلت هذه المنطقة إلى ساحة اختبار معقدة ومليئة بالمفاجآت، حيث أصبح الخصم – ممثلًا بالقوات اليمنية بقيادة أنصار الله – يمتلك من القدرات والتكتيكات ما يُربك أكثر الأساطيل تجهيزًا في العالم.
تطور نوعي في التهديدات اليمنية
التقرير الذي استند إلى شهادات طيارين أمريكيين شاركوا في العمليات من على متن حاملة الطائرات “دوايت أيزنهاور”، كشف عن تحول جذري في طبيعة المعركة، فبحسب التقرير “لم تعد الطائرات الانتحارية المسيّرة والصواريخ المضادة للسفن تكتيكًا عشوائيًا، بل أصبحت أدوات مدروسة في يد جماعة تتقن الحرب غير المتناظرة وتستفيد من دعم استخباراتي تزعم أمريكا إنه قد يكون آتيًا من روسيا أو الصين”.
اعتراف أمريكي بصعوبة البيئة العملياتية
الكابتن مارفن جيه سكوت، قائد الجناح الجوي الثالث، وصف البيئة العملياتية الحالية بأنها “الأكثر صرامة وحداثة”، مؤكدًا أن البحرية الأمريكية لم تواجه مثل هذا التحدي المعقد منذ عقود.
وأشار إلى أن طبيعة المواجهة تتطلب تطويراً دائماً للخطط، وتحديثًا مستمرًا للأنظمة، مع صعوبة الاعتماد على قواعد إقليمية، ما دفع المقاتلات الأمريكية للاعتماد على إعادة التزود بالوقود جوًا كخيار تكتيكي – وهي خطوة تعكس تحديات لوجستية عميقة في المنطقة.
المعركة الاستخباراتية: عيون مغلقة في ساحة مفتوحة
وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى ما قالت إنه أحد أبرز التحذيرات وهي “محدودية المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، مما يعقّد من عمليات الاستهداف ويزيد من خطورة التحرك في بيئة تزداد غموضًا”، فالطيارون أنفسهم أشاروا إلى تطور التكتيكات اليمنية بشكل يومي، ما يجعل من مرونة المواجهة الأميركية مطلبًا وجوديًا وليس مجرد تحسين عملياتي.
تحوّل استراتيجي
ما كشفه التقرير يعكس فشلًا أمريكيًا استراتيجيًا في تقدير تحوّل البحر الأحمر من ممر تجاري إلى جبهة مواجهة، وبحسب التقرير فإن “الحوثيين، الذين لطالما تم وصفهم بـ”الميليشيا غير النظامية”، باتوا اليوم يمثلون تهديدًا حقيقيًا لحاملات الطائرات، ويعيدون رسم معادلة الردع على مقربة من الممرات البحرية العالمية”.