تقرير صيني: أمريكا أمام مأزق اليمن.. إهدار للأموال وخسارة للهيبة ولجوء للوكلاء
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في خضم الحرب الجيوسياسية العالمية يقدم الإعلام الصيني تشخيصاً واقعياً لحجم التآكل في الهيبة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، والضربة المعنوية التي تلقتها واشنطن في اليمن، وتصف بكين الوضع بالقول “يبدو أن صنعاء فرضت واقعاً جديداً، لا يمكن تجاوزه لا بالطائرات، ولا بالوكلاء، فالحروب لا تُربح بالأقمار الصناعية فقط، بل بالصبر والإرادة.. واليمن لديه فائض من كليهما”.
في هذا السياق، سلط تقرير لافت نشره موقع “Sohu” الصيني، رصده وترجمه “المساء برس”، الضوء على أزمة عسكرية واستراتيجية تواجهها الولايات المتحدة في اليمن، وذلك مع تزايد الفشل في تحقيق أهدافها عبر الضربات الجوية، واعتمادها المتزايد على ما وصفه التقرير بـ”وكلاء هشّين” لتنفيذ المهام نيابة عنها، وسط امتناعها الواضح عن خوض مواجهة برية مباشرة مع القوات المسلحة اليمنية بقيادة أنصار الله.
فشل استراتيجي رغم المليارات
التقرير الصيني رصد تناقضاً صارخاً في المقاربة الأمريكية، فبرغم إطلاق مئات الصواريخ وتدخل مباشر من البحرية الأمريكية وسابقاً البحريتين الأمريكية والبريطانية ومشاركة إسرائيلية من الجو، إلا أن ما تم تحقيقه على الأرض “مجرد استهداف لأهداف تافهة”، حسب تعبير الموقع.
ويضيف التقرير، “في المقابل عمليات أنصار الله لم تتوقف، ما يعني فشل واشنطن في تحقيق “الردع” الذي طالما تغنت به”، والنتيجة؟ إنفاق مليارات الدولارات بلا نتيجة تُذكر، و”العجز عن إيقاف العمليات اليمنية”.
الهروب من المعركة البرية: دروس من فيتنام وأفغانستان
وفي مقارنةً بالحروب الأمريكية السابقة، لفت التقرير إلى أن الامتناع الأمريكي عن الزج بقوات برية في اليمن ليس سوى مؤشر على خوف حقيقي من الخسائر، مستحضرًا النموذج الأفغاني الذي تحوّل إلى مقبرة للإمبراطوريات.
ويضيف التقرير الصيني في هذا الشأن: “اليمن تضاريسه وعرة وشعبه مقاتل، وسيُشكل كابوسًا لأي قوات أمريكية، ولذلك لجأت واشنطن للخطة البديلة: الحرب بالوكالة”.
من يدفع الثمن؟
وحسب التقرير الصيني فقد لجأت الولايات المتحدة إلى استراتيجية “الوكلاء”، من خلال: “تمويل وتسليح وتوجيه جماعات محلية (كالحكومة الموالية للتحالف السعودي، وفصائل مسلحة، وميليشيات غير متجانسة)، وإقحام السعودية والإمارات في تجهيز آلاف المقاتلين لخوض معركة نيابة عن واشنطن. لكن التقرير يحذر في هذه الجزئية من أن “هذه الجماعات مفككة، بلا عقيدة، تفتقر للتماسك والتضحية، مقارنة بخصم محلي يمتلك الإرادة والخبرة والمرونة وقوة الموقف”.
مأزق الهيبة.. وضحك الخصم
الأهم في التقرير ليس فقط تركيزه على الفشل العسكري، بل ما وصفه بأنه “تآكل الهيبة الأمريكية”، من خلال استعراض نقاط رئيسية كدليل على هذه الحقيقة وهي، أن “الحملة الجوية لم توقف اليمنيين ولا حتى أبطأت عملياتهم”، وأن اليمنيين يواصلون إطلاق عمليات بحرية واستهدافات صاروخية، وسط سخرية متواصلة من (جُبن) أمريكا من المواجهة المباشرة”، بل واعتبر التقرير أن “الولايات المتحدة تنفق الأموال وتخسر الهيبة، بينما الحوثيون يربحون المعركة النفسية والسياسية”.
حين تفرض صنعاء معادلتها الإقليمية
ويمكن القول إن التقرير الصيني يعكس اعترافاً غير مباشر من الصين بفعالية المعادلة اليمنية الجديدة خاصة وأن الصين مهتمة وتراقب بعناية تطورات المعركة بين صنعاء وواشنطن، ولهذا لم يكن غريباً أن يذكر التقرير أن “تحالف الردع بقيادة أمريكا قد فشل في تغيير قواعد الاشتباك في البحر الأحمر، واستمرار استنزاف واشنطن اقتصادياً ولوجستياً في بيئة معادية ومعقدة، وتراجع الثقة بالحلفاء المحليين وفقدان زمام المبادرة أمام جماعة تمتلك زمام الأرض والمبادرة والتكتيك”، وهنا – حسب الموقع الصيني – “تتجلى مفارقة أن واشنطن تملك أحدث التقنيات العسكرية، لكنها تفتقد الإرادة السياسية للقتال المباشر، في حين يملك اليمنيون الإرادة، ويكسبون الوقت والميدان بثمن أقل، لكن بفعالية أكبر”.