الاحتلال يغتال قيادي في الجماعة الإسلامية ويواصل استباحة الأراضي اللبنانية وسط استمرار الصمت الرسمي

بيروت – المساء برس|

في تصعيد خطير ومتكرر يفضح هشاشة السيادة اللبنانية، نفّذ الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، غارة بطائرة مسيّرة استهدفت سيارة مدنية في منطقة بعورتا قرب الناعمة، جنوب بيروت، ما أدى إلى استشهاد القيادي في الجماعة الإسلامية الدكتور حسين عزات عطوي، أحد القادة البارزين في قوات الفجر، الجناح العسكري للجماعة.

القيادي الشهيد، وهو أكاديمي وأستاذ جامعي معروف، كان قد نجا من محاولة اغتيال إسرائيلية في يناير 2024 على طريق بلدة كوكبا، لكنه وقع ضحية جديدة لسلسلة طويلة من عمليات الاغتيال المنهجية التي تستهدف كوادر المقاومة على الأراضي اللبنانية.

ولا يمكن فصل اغتيال الشيخ عطوي عن سياق أوسع من العدوان الإسرائيلي المفتوح على لبنان، الذي دخل مرحلة متقدمة من التطبيع مع الجريمة، مع تكرار الضربات الجوية واستخدام الطائرات المسيّرة في وضح النهار، وعلى مقربة من العاصمة بيروت، وفي ظل صمتٍ رسمي لبناني بات أقرب إلى التواطؤ، وفق مراقبين.

ففي اليوم نفسه، استشهد مقاوم آخر في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة الحنية في قضاء صور، بينما واصلت المدفعية الإسرائيلية قصف أطراف بلدة شبعا، تزامناً مع تحليق مكثف وإلقاء قنابل صوتية على بلدة كفركلا، في مشهد يعيد إلى الأذهان سياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها الاحتلال لترهيب السكان وقضم السيادة دون إعلان حرب شاملة.

وخلال اليومين الماضيين فقط، ارتقى أربعة شهداء في اعتداءات مماثلة استهدفت بلدات كوثرية السياد، حولا، والحنية، في سلسلة لا تبدو عشوائية، بل تحمل بصمات استراتيجية اغتيالات مركّزة لضرب البنية القيادية والعسكرية لفصائل المقاومة في لبنان.

من الواضح أن كيان الاحتلال يسعى إلى فرض معادلة ميدانية جديدة تقوم على استباحة المجال الجغرافي اللبناني، من الجنوب وحتى تخوم بيروت، مستفيدًا من هشاشة الموقف الرسمي اللبناني، وانشغال المؤسسات الدستورية بالأزمات الداخلية المتراكمة.

ووفق مراقبين، فإنه في ظل تعطّل المعادلات السيادية اللبنانية التقليدية، تبرز الحاجة إلى موقف سياسي جامع يحمّل الاحتلال مسؤولية خرق السيادة وارتكاب جرائم حرب واضحة بحق مواطنين لبنانيين على أرضهم، خاصة مع تكرار استهداف الكوادر الأكاديمية والميدانية ذات الصلة بالمقاومة.

اغتيال الدكتور حسين عطوي يحمل رسالة سياسية وعسكرية موجهة لفصائل المقاومة، مفادها أن الاحتلال يسعى إلى تصفية الوجوه القيادية أينما وجدت، دون اعتبار للحدود أو القانون الدولي.

إلا أن تاريخ المقاومة اللبنانية والفلسطينية في لبنان أثبت أن هذه الاغتيالات كانت دومًا بداية لجولات جديدة من الردّ والمواجهة، وليس نهاية للمسار المقاوم، فقد استشهد كثيرون من القادة والمجاهدين على أرض الجنوب، لكنهم أنبتوا مقاومة أصلب وأكثر تنظيمًا، كما يقول مراقبون.

وفي الوقت الذي تلوذ فيه الدولة اللبنانية بالصمت، جاءت هذه الأحداث لتثبت مجددًا أن المقاومة هي الضامن الوحيد للسيادة في لبنان.

 

قد يعجبك ايضا