كمين بيت حانون يفضح انهيار منظومة الاحتلال.. فشل عسكري وارتباك سياسي أمام تصاعد مقاومة غزة

غزة – المساء برس|

في مستجد أمني وعسكري مهم يعد من بين الأشد إحراجًا للمنظومة العسكرية الإسرائيلية منذ بدء عدوانها على قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام عبرية، أبرزها يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين، عن كمين محكم نفذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، في بيت حانون شمال القطاع، أدى إلى مقتل جندي وإصابة خمسة آخرين، بعضهم بإصابات خطيرة أدت إلى بتر أطراف.

الكمين، الذي نفذ بأسلوب دقيق ومحترف، كان ثمرة عملية رصد ومراقبة دقيقة لتحركات قوات الاحتلال، بحسب التقديرات الأمنية الإسرائيلية، الأمر الذي أفضى إلى نصب كمين مركب استهدف آلية عسكرية وقوة الإسناد التي هرعت للمكان.

وأظهرت مشاهد الفيديو التي نشرتها حماس لاحقًا مدى السيطرة الميدانية التي تمتعت بها المقاومة، وتمكن المنفذين من الانسحاب بسلام من أرض المعركة، ما يعد مؤشرًا إضافيًا على تطور تكتيكاتها وعمق معرفتها بجغرافيا المواجهة.

اللافت في تفاعلات الاحتلال مع هذا الكمين لم يكن فقط حجم الخسائر، بل الاعترافات غير المسبوقة بالفشل الاستراتيجي والتكتيكي. فقد أكد اللواء الاحتياط إسحاق بريك، أحد أبرز الأصوات النقدية داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن إسرائيل “خسرت الحرب في غزة”، وأن الجيش لم يدمّر سوى أقل من 10% من أنفاق المقاومة، خلافًا لما تروج له الدعاية الرسمية.

وأشار بريك إلى أن عدد مقاتلي حماس عاد إلى سابق عهده، أي نحو 30 ألف مقاتل، ما ينفي تمامًا رواية تآكل قدرات الحركة. كما أكد أن الجيش الإسرائيلي غير قادر على تشكيل سلطة بديلة لحكم حماس في القطاع، في إقرار صريح بفشل الأهداف السياسية والعسكرية للحرب.

المراسل العسكري إيتسك زواريتس أقر بأن حجم الاختراق الأمني في الكمين كان كبيرًا، وأن هناك تقصيرًا واضحًا في التعامل مع النفق الذي استخدمه المقاومون، رغم علم الجيش بوجوده. فيما قال الصحفي ألموغ بوكير إن الكارثة كانت أكبر لولا “حظ” حال دون أسر مجندات إسرائيليات، داعيًا الجيش لتفسير ما وصفه بـ”الفشل العملياتي الفادح”.

أما موقع “القناة 7” العبرية، فكشف عن بتر ساقي اثنتين من المجندات اللاتي أُصبن في الكمين، في مشهد يعكس فداحة الضربة.

وتزامن ذلك مع حالة من التراشق الإعلامي داخل كيان الاحتلال، وصلت إلى حد وصف أحد المعلقين في صحيفة “معاريف” للحكومة ومؤيديها بأنهم “قطيع من الأغبياء”، متهمًا إياهم بدفن رؤوسهم في الرمال ورفض الاعتراف بالهزيمة.

كمين بيت حانون يعد نقطة تحول في ميدان المواجهة، حيث نجحت المقاومة في فرض معادلة جديدة تقوم على المبادرة والهجوم المدروس، بدلًا من مجرد الرد الدفاعي. كما كشفت العملية عن عمق التنسيق العملياتي، والاستخدام الفاعل للأنفاق، وتكامل وحدة الرصد والتنفيذ والانسحاب.

أما في معسكر الاحتلال، فالصورة مختلفة تمامًا: تفكك داخلي، تبادل للاتهامات، وتآكل في ثقة الجمهور بالمؤسسة العسكرية والسياسية.

 

قد يعجبك ايضا