اليمنيون ينهكون أمريكا.. إسقاط طائرة “ريبر” جديدة يكشف فشل الرهان العسكري في اليمن
صنعاء – المساء برس|
في صفعة جديدة للولايات المتحدة، أكد تقرير لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أن قوات الحوثيين تمكنت من إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية من طراز MQ-9 ريبر، وهي واحدة من أكثر الطائرات تطوراً وتكلفة في الترسانة الجوية الأمريكية، وذلك في سماء اليمن خلال الساعات الماضية.
وبهذا الإنجاز، يرتفع عدد طائرات “ريبر” التي أسقطها الحوثيون منذ بداية الغارات الأمريكية في 15 مارس إلى 5 طائرات، بينما يبلغ العدد الكلي منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 16 طائرة، بحسب المصادر العسكرية الأمريكية نفسها.
إسقاط طائرة “ريبر”، التي تبلغ تكلفتها 30 مليون دولار، هو نجاح تقني لليمن ورسالة سياسية واستراتيجية مركّبة، مفادها أن التفوق الجوي الأمريكي قابل للكسر، وأن اليمن، رغم الحصار والحرب، يمتلك منظومات دفاعية وقدرات ميدانية قادرة على التصدي لأحدث ما في الترسانة الأمريكية.
الجيش الأمريكي، الذي ينفذ منذ أكثر من 35 يوماً متتالياً غارات جوية على الأراضي اليمنية، بهدف شلّ قدرات من وصفهم بالحوثيين، يجد نفسه أمام فشل تكتيكي متكرر، فالمسيرات الأمريكية تسقط تباعاً، بينما تستمر الصواريخ اليمنية في الانطلاق نحو أهدافها، بما في ذلك العمق الإسرائيلي.
بحسب فوكس نيوز، فإن أكثر من 500 مليون دولار خسرتها واشنطن حتى الآن نتيجة فقدان طائرات “ريبر”، من أصل نحو 230 طائرة كانت في الخدمة حتى نهاية 2024. هذه الخسائر تتجاوز الجانب المالية، وتكشف اختلالاً في توازن الردع الأمريكي، خاصة في بيئة عمليات تعتمد واشنطن فيها بشكل كبير على التفوق الجوي والاستخباراتي.
وتتحدث التقارير العسكرية الأمريكية عن نقص حاد في عدد الطائرات المتاحة للقيادات القتالية الأمريكية في مناطق النزاع، وهو ما يعني أن إسقاط كل طائرة هو بمثابة نزف استراتيجي يعرقل عمليات القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة.
ورغم الضربات اليومية، لملم تستطع أمريكا تمرير أي سفينة إسرائيلية أو أمريكية في البحر الأحمر، ما يضع علامة استفهام كبيرة على فعالية المقاربة الأمريكية في “حماية الملاحة”. فاليمنيون لم يتراجعوا، بل صعّدوا عملياتهم، وأثبتوا أنهم ليسوا فصيلًا مسلحًا هامشيًا بل قوة إقليمية صاعدة تفرض قواعد اشتباك جديدة على واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم.
ما يجري اليوم يظهر أن اليمنيين تجاوزوا موقع الدفاع في الداخل اليمني، وتحولوا إلى قوة ردع إقليمية، تواجه واشنطن في السماء، وتضغط على “تل أبيب” عبر البحر، وتقلب الطاولة على تحالف دولي ضخم لم ينجح حتى الآن في وقف هجماتهم أو حتى إعادة حركة الملاحة إلى طبيعتها.
وبينما كانت واشنطن تراهن على تكثيف الغارات الجوية لفرض الاستسلام، بات واضحاً أن السماء اليمنية لم تعد مفتوحة لطائراتها، وأن اليمنيين يتحركون في معادلة ردع جديدة.