استنزاف للذخائر وفشل استخباري أمريكي في تحقيق الأهداف المعلنة لحملة القصف على اليمن

خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|

في ظل التصعيد العسكري الأمريكي في اليمن، تتكشف تناقضات صارخة بين التصريحات الرسمية والواقع الميداني، مما يفضح فشلًا استخباراتيًا وعسكريًا في تحقيق الأهداف المعلنة.​

التناقضات في التصريحات الرسمية

ورغم مزاعم القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على تنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف يمنية عسكرية، إلا أن الإعلام الأمريكي يؤكد أن التفاصيل المقدمة تفتقر إلى الشفافية، حيث تكتفي البيانات الرسمية بعبارات عامة دون تقديم معلومات محددة عن الأهداف المحققة أو الخسائر المتكبدة. ​

الخسائر الفعلية في البحر الأحمر

وتشير تقارير أمريكية منها تقرير لموقع “ميليتري”، إلى أن التفاصيل القليلة المعلنة أو التي جمعها الصحفيون ترسم صورةً لحملةٍ يبدو أنها تُكبّد التكاليف وتُنفق مخزوناتٍ ثمينة من الذخيرة، لكنها لا تُحقق سوى القليل في هدفها المُعلن المتمثل في إعادة فتح البحر الأحمر أمام الشحن التجاري، كما نسلا موفع “المونيتور” أن الهجمات اليمنية لا زالت تتسبب في انخفاض بنسبة 90% في حركة الشحن عبر البحر الأحمر، ما أثر على عدد من الدول وأجبر 29 شركة طاقة وشحن كبرى على تغيير مساراتها بعد منعها من اليمن من العبور بسبب تعامل هذه الشركات مع “إسرائيل” حيث تربط صنعاء وقف هجماتها بوقف العدوان ورفع الحصار على غزة.

التأثير الاستراتيجي للعمليات اليمنية

وأدت العمليات اليمنية إلى تعطيل حركة التجارة الإسرائيلية من البحر الأحمر، وإيصال ميناء إيلات لمرحلة الإفلاس، والتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة بسبب الصواريخ التي تضرب عمق الاحتلال الإسرائيلي وخصوصاً مطار بن غوريون ومحيطه، إضافة إلى تعطيل جزء من التجارة العالمية التي تتخوف من العبور من منطقة باتت مسرح حرب وعمليات عسكرية بفعل عسكرة الولايات المتحدة لمنطقة البحر الأحمر والممرات الملاحية الدولية، وهو ما أدى إلى رفع شركات التأمين تكاليف التأمين على السفن العابرة للبحر الأحمر وهو ما زاد من تكاليف الشحن العالمي.

الاعترافات الغربية كدليل على نجاح المعادلة اليمنية

وتُظهر التقارير الغربية أن الضربات الجوية الأمريكية لم تحقق أهدافها في إعادة فتح البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية، وحسب محللين أمريكيين فإن ذلك يعكس فشلًا في الاستراتيجية الأمريكية ويؤكد على فعالية العمليات اليمنية وقدرة صنعاء على فرض واقع جديد.​

عسكرياً وسياسياً

ويتضح أن الاستراتيجية الأمريكية تعاني من نقص في المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، مما يؤدي إلى ضربات غير فعالة وارتكاب جرائم ضد المدنيين وانتهاكات للقانون الدولي والإنساني وتكبد خسائر مالية باهظة بلغت حتى الآن 4 مليارات دولار دون تحقيق أهداف ملموسة. كما تبدي الصحافة الأمريكية اعتراضها على غياب الشفافية في تقديم المعلومات من قبل البنتاغون عن حقيقة ما يحدث في البحر الأحمر وهو ما يزيد من الشكوك حول فعالية هذه العمليات.​

وفي ضوء هذه المعطيات، أصبح من الواضح أن العمليات اليمنية قد نجحت في فرض معادلة جديدة في البحر الأحمر، مما يستدعي إعادة تقييم الاستراتيجيات العسكرية والسياسية الأمريكية في المنطقة والاعتراف بالواقع الجديد الذي فرضه اليمنيون في منطقتهم.​

قد يعجبك ايضا