واشنطن تبحث عن “شمّاعة” للهروب من اليمن.. والأخيرة تكشف عجز أمريكا
صنعاء – المساء برس|
في مشهد يعكس حالة التخبط الأميركي في اليمن، بدأت واشنطن، السبت، حملة دعائية مكثفة تحاول من خلالها تبرير فشلها العسكري والسياسي في إخضاع اليمن، عبر اتهامات جديدة لا تستند إلى أي دلائل، طالت هذه المرة روسيا والصين.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نشرت تقريراً نقلت فيه عن مسؤولين في البيت الأبيض زعمهم بأن “الحوثيين” – كما تسميهم واشنطن – يسعون لتعويض غياب الدعم الإيراني من خلال بناء علاقات مع موسكو وبكين.
هذه الادعاءات جاءت مباشرة بعد إعلان الخارجية الأميركية عن “دعم لوجستي” مزعوم تلقته القوات المسلحة اليمنية من شركة أقمار صناعية صينية، وهو ما سارعت بكين إلى نفيه بشكل رسمي، مؤكدة زيف هذه الاتهامات.
ما خلف السطور؟
هذه الاتهامات لا تحمل أي بعد تحقيقي أو توثيقي، بل تنتمي إلى مدرسة “التبرير الإستراتيجي” التي تلجأ إليها واشنطن عند كل فشل ميداني أو سياسي، فبعد أكثر من شهر على شن أعنف موجة تصعيد عسكري ضد اليمن، لم تحقق الولايات المتحدة أيّاً من أهدافها، رغم استخدامها ترسانة عسكرية ضخمة وتعاون استخباراتي مكثف.
وفي وقت سابق، كانت أمريكا تبرر فشلها في البحر الأحمر وخليج عدن بالقول إن “الدعم الإيراني” هو من يقف خلف قدرات صنعاء المتقدمة. والآن، وبعد أن سحبت إيران جميع سفنها من المنطقة – وهو ما أقرته دوائر الاستخبارات الغربية – وجدت واشنطن نفسها في مواجهة الحقيقة: اليمن يواجههم بإمكاناته الذاتية وبإرادة لا تنكسر.
البحث عن “عدو كبير” للهروب من المأزق
اتهام روسيا والصين ليس سوى محاولة جديدة لتضخيم المعركة إعلامياً، وإظهار أمريكا وكأنها تقاتل قوى عظمى على أرض اليمن، في محاولة مكشوفة للهروب من النقد الداخلي المتزايد الذي يلاحق إدارة ترامب بسبب الانخراط في صراع مفتوح لا أفق له.
واشنطن لم تجد سبيلاً لتبرير استمرار فشلها سوى اللجوء إلى فزاعة “الحرب الكونية”، وهي رواية تسوقها بشكل متكرر منذ عقود لتبرير حروبها القذرة ضد الشعوب الحرة، وقد استخدمتها سابقاً في فيتنام والعراق وأفغانستان… واليوم في اليمن.
ما يغيب عن الإعلام الأميركي، أو بالأحرى ما يتم تجاهله عمداً، هو أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت كفاءة ميدانية واستراتيجية غير مسبوقة، ونجحت في فرض معادلات ردع في عمق البحر الأحمر والمحيط الهندي، وصلت آثارها إلى واشنطن نفسها.
الواقع يقول، وفق مراقبين، إن صنعاء اليوم باتت رقماً صعباً في معادلة الإقليم، لا لأنها مدعومة من قوى خارجية، بل لأنها اختارت منذ البداية أن تعتمد على إمكانياتها الذاتية، وإرادة شعبها، وثقافتها الجهادية التحررية في مواجهة الغطرسة الأميركية والصهيونية.