الأمم المتحدة: غزة في “جحيم متصاعد” وسط حصار وتجويع ممنهج من الاحتلال

غزة – المساء برس|

أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستوى كارثياً غير مسبوق، في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية منذ الثاني من مارس الماضي.

وأوضحت الوكالة أن أكثر من 90 ألف نازح يعيشون حالياً في 115 مأوى مؤقت تديرها “الأونروا”، وسط أوضاع معيشية وصحية مأساوية. وأضافت أنّ منع وصول الإغاثة الإنسانية فاقم من معاناة المدنيين، خاصة في ظل تزايد أعداد النازحين وتفاقم شح الغذاء والماء والدواء.

ووفقاً لتقديرات أممية، فإن حوالي 420 ألف شخص نزحوا مجدداً بعد انهيار وقف إطلاق النار الأخير، ليرتفع عدد النازحين في غزة إلى أكثر من 1.9 مليون نسمة، أي نحو 90% من سكان القطاع.

من جهته، أكد برنامج الأغذية العالمي أنّ ما يقرب من مليوني شخص في غزة، معظمهم نازحون، أصبحوا بلا دخل ويعتمدون كلياً على المساعدات للبقاء على قيد الحياة، محذراً من كارثة وشيكة مع استمرار إغلاق المعابر وتناقص المخزون الغذائي.

وفي تصريح صادم، وصف المفوض العام لـ”الأونروا”، فيليب لازاريني، الوضع في القطاع بأنه دخل مرحلة “جحيم متصاعد”، في ظل انتشار المجاعة والأمراض وغياب أي مأوى آمن للسكان.

بالتزامن، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 51,065 شهيداً و116,505 جريحاً، في وقت يواصل فيه الاحتلال استهداف المدنيين بشكل منهجي.

هذا التصعيد في غزة يعد جريمة حرب متكاملة الأركان، ترتكبها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع العالم. منع دخول المساعدات، قصف الملاجئ، واستهداف المدنيين، كلها تشكّل خروقات صارخة للقانون الدولي الإنساني، ترقى إلى جرائم حرب.

ووفق مراقبين، فإن السياسة الإسرائيلية الحالية تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني عبر التجويع والتشريد، لكنها تواجه مقاومة إنسانية وأخلاقية شرسة من سكان غزة، الذين رغم الجراح، يواصلون الصمود، ومن الواضح أن الاحتلال يستخدم سلاح التجويع كورقة ضغط سياسية، بينما المجتمع الدولي يكتفي بالإدانة اللفظية، دون تحرك فعلي لوقف هذا الحصار الجائر وإنقاذ أكثر من مليوني إنسان من كارثة محققة ما يجعله مشاركًا في استمرار هذه المأساة.

 

 

قد يعجبك ايضا